يعتبر الذكر من أعظم العبادات التي يمكن أن يمارسها المسلم في حياته اليومية، فهو وسيلة تقربه إلى الله عز وجل،من بين هذه الأذكار، يبرز ذكر “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت” كواحد من أذكار الفلاح والنجاح في الأمور الدنيوية والأخروية،وأشار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى فضل هذا الذكر في عدد من الأحاديث، التي تحث المسلمين على المواظبة عليه في كل صباح ومساء،فما هي تفاصيل وأهمية هذا الذكر سوف نتناول ذلك بالتفصيل.
أسرار حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت
يعتبر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشار إليه عن أبي الدرداء رضي الله عنه، تذكيرًا هامًا للمؤمن بأهمية هذا الذكر،حيث يقول “من قال في كلِّ يومٍ حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمْسي حَسبيَ اللهُ لا إلهَ إلَّا هو، عليه تَوكَّلْتُ، وهو ربُّ العَرشِ العَظيمِ، سَبعَ مراتٍ، كَفاه اللهُ ما أهَمَّه من أمرِ الدُّنيا والآخِرةِ.” هذا الحديث يوضح معنى التوكل الحقيقي على الله والاعتماد عليه في كل الأمور.
يمكن للمسلم الذي يشعر بالهموم والضغوط أن يجد في هذا الذكر السلوى، فهو يعكس تحولًا من الاعتماد على النفس إلى الاعتماد الكامل على الله، مما يمنح الشخص شعورًا بالسكينة والهدوء النفسي.
معنى “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت”
آية “فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ” [سورة التوبة: 129] تحمل معاني عميقة،فقول “حسبي الله” يعني أن الله يكفيني ويرعاني، بينما تعني “لا إله إلا هو” أنه لا معبود بحق سواه،عبارة “عليه توكلت” تعبر عن اعتماد العبد الكامل على الله، وهذا يعكس إيمان المسلم بوحدانية الله وعظمته.
- حسبي الله الله كافيني وناصري.
- لا إله إلا هو لا معبود بحق سواه.
- عليه توكلت تعني أني اعتمدت عليه وحده.
- وهو رب العرش الكريم يسلط الضوء على عظمة الله ورعايته.
تفسير هذه الآية يمكن أن يحمل العديد من الدروس المستفادة، حيث يظهر قوة الله وعظمته في جميع الأمور،لذلك، فإن الاعتماد على الله في كل الأمور والالتجاء إليه في الأوقات الصعبة هو أمر ضروري في حياة كل مسلم.
تجربتي مع “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت”
تجربتي الشخصية مع هذا الذكر كانت لها تأثيرات عميقة عليَّ،كنت أواجه صعوبات في الحياة وأشعر بتكدس المهام والضغوط اليومية،بفضل ذكر “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت”، بدأت أشعر بتغيير ملحوظ في حياتي،كنت أقول هذا الذكر سبع مرات في الصباح والمساء، وقد أثمر ذلك سكينة وهدوء نفسي لم أكن قد شعرت به من قبل.
تحولت حياتي شيئًا فشيئًا نحو الأفضل، واستطعت أن أجد طريقي في مواجهة التحديات، بفضل الطاقة الإيجابية والشعور بالتقرب إلى الله، الأمر الذي ساعدني على تحسين حالتي الروحية،لذا، أوصي الجميع بمواظبة هذا الذكر والاستشعار بمعانيه العميقة.
يعتبر ذكر “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت” سرًا حقيقيًا للقوة والسلام الداخلي، يجب على الجميع استشعار هذه الكلمات والتأمل فيها، حتى يتسنى لهم الحصول على الخير والبركة في حياتهم.