نواصل معكِ عزيزتي تقديم مقالات تتناول الموضوعات والمصطلحات النفسية المتداولة بشكل واسع،الهدف من ذلك هو تعزيز وعيكِ بمختلف الأبعاد النفسية ودعم قدرتكِ على التعرف على هذه الظواهر وكيفية التعامل معها بشكل صحيح،في هذا المقال، سنكشف لك عن مفهوم مهم يتعلق بالألعاب النفسية والذي يُستخدم بشكل شائع من قبل الأشخاص ذوي الشخصية النرجسية، وهو إلقاء اللوم أو ما يعرف بـ “Blame Shifting”،سنتناول آثاره وأنواعه وكيفية مواجهة هذه الأساليب بحكمة ووعي.
ما هو إلقاء اللوم Blame Shifting
إلقاء اللوم يمثل أسلوباً يتبعه الأشخاص الذين لا يتحملون مسؤولياتهم، حيث يختار هؤلاء الأشخاص عدم الاعتراف بأخطائهم وبدلاً من ذلك، يميلون لإلقاء اللوم على الآخرين لتجنب تبعات أفعالهم،هذا السلوك لا يتوقف عند مجرد تجنب المسؤولية، بل يُستخدم كأداة للسيطرة على الضحية،غالباً ما يسعى المتلاعب إلى الحفاظ على مكانته من خلال تحويل اللوم، فيصبح الشخص المُعاقَب هو الضحية، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات و التوترات.
ما هى أنواع إلقاء اللوم Blame Shifting
يلجأ المتلاعبون إلى عدة أنواع من إلقاء اللوم، ومن أهمها
- الإنكار حيث يرفض الشخص الاعتراف بأي خطأ كان، مما يجعله يستمر في سلوكه الضار دون أي تغيير.
- التقليل من الأضرار وهو نوع يتضمن اعتراف الشخص بخطأه، لكن من دون الإشارة إلى الأضرار أو العواقب الناجمة عنه.
- التهرب من اللوم يتمثل في إلقاء اللوم على شخص آخر، مما يمنح الشخص المتلاعب شعوراً زائفاً بالضحية.
ما أسباب إلقاء اللوم
تتعدد الأسباب التي تدفع الأفراد لاستخدام أسلوب إلقاء اللوم، ومن أبرزها
- الحفاظ على السلطة والسيطرة على الآخر، وهو ما يشعر المتلاعب بالقوة والنفوذ.
- تجنب تحمل المسؤولية يمثل ذلك هروباً من مواجهة التبعات السلبية لأفعالهم.
- تجنب النقد يهدف المهرب إلى تجنب أي انتقادات قد تُوجه إليهم.
- الحفاظ على مكانتهم يسعى المتلاعب للحفاظ على صورتهم في العلاقات، سواء كانت عاطفية أو مهنية.
آثار إلقاء اللوم على علاقتكِ العاطفية
يؤدي إلقاء اللوم إلى آثار سلبية عديدة تتجاوز الأضرار الشخصية، ومنها
- اعتقادك بأن جميع الأخطاء تعود إليك، مما يؤثر على ثقتك بنفسك.
- ازدياد الفجوة بينك وبين شريكك، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل بينكما.
- القدرة المنخفضة على اتخاذ القرارات نتيجة لانخفاض الثقة بالنفس.
- تراجع مستوى العلاقة الحميمة بينكما، مما قد يؤدي إلى جفاف المشاعر.
- السعي المستمر لتجنب التواصل مع الشريك، مما يؤدي إلى العزلة.
- تقليل احترام الذات، مما ينتج عنه فقدان الثقة بالنفس.
- الشعور بعدم الرغبة في مشاركة الحياة مع الشريك.
- الرغبة في الانسحاب والعيش في عزلة عن الشريك،
كيفية التعامل مع إلقاء اللوم Blame Shifting
إذا واجهتِ إلقاء اللوم في علاقاتك، هنا بعض النصائح المفيدة
- استخدمي الحدود الواضحة في التواصل، وأعلمي الشخص الآخر أنكِ لن تقبلي إلقاء اللوم عليكِ.
- حاولي التركيز على جذور المشكلة بدلاً من الانخراط في لعبة اللوم.
- تحدثي مع شخص موثوق لتقديم الدعم والمشورة حول ما تواجهينه.
- تجنبي النقاشات إذا شعرتِ بأن الوضع قد يتجه نحو إلقاء اللوم.
في الختام، بعد استعراض مفهوم إلقاء اللوم “Blame Shifting” وتأثيراته وكيفية التعامل معه، يصبح من المهم فهم أنه يجب عدم السماح للآخرين بإساءة استخدام هذه اللعبة النفسية للسيطرة عليك، بل يجب أن تسعي لتعزيز تقديرك لذاتك والحفاظ على صحتك النفسية،احرصي دائماً على وضع حدود تعتبرينها ضرورية لتحقيق سلامك النفسي.