ينظر الكثيرون إلى الشخص الذي يفضل الانعزال والابتعاد عن التجمعات الاجتماعية، خاصة في المناسبات والاحتفالات، على أنه شخص عادي يتمتع بشخصية أثرية تُعرف بالانطوائية،ولكن، من المهم توضيح أن هذه الانطوائية ليست مرضًا بل ميزة سلبية يمكن أن تعكس شخصية الإنسان،على الجانب الآخر، هناك حالة تُعرف بالخجل الاجتماعي، التي تُعتبر مرضًا نفسيًا في بعض الأحيان، ويتطلب المصابون بها العلاج،سوف نستعرض في هذا المقال الفرق بين الانطوائية والخجل الاجتماعي، بالإضافة إلى أعراض وأسباب هذا الأخير، فتابعوا القراءة.
ما هو الخجل الاجتماعي
الخجل الاجتماعي، المعروف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، هو شعور بالقلق والخوف من التجمعات الاجتماعية،يبرز هذا القلق عادةً في مرحلة المراهقة، ويسيطر على نوعية الحياة لمن يعاني منه،يمكن تصور مدى تأثير مثل هذا الشعور على حياتك إذا كنت تعانين من الخوف المستمر من مواجهة الآخرين،وسط هذا الوضع، قد تفتقدين فرصاً كبيرة للتواصل والتفاعل الاجتماعي، على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يتحسن وضعهم مع تقدم العمر، إلا أن الآخرين يحتاجون إلى دعم نفسي للعلاج.
أسباب الرهاب الاجتماعي
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالخجل الاجتماعي، وتشمل مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية التي قد تكون ناجمة عن تفاعل بينهما،لنستعرض أهم هذه الأسباب
- عوامل وراثية لم تُثبَت بعد وراثة الخجل الاجتماعي كصفة جينية، لكن يُلاحظ أنه يميل للظهور في العائلات.
- هيكل وشكل الدماغ لوحظ أن نشاط منطقة اللوزة الدماغية في الدماغ مرتبط ب الشعور بالخوف والقلق تجاه المواقف الاجتماعية.
- البيئة المحيطة يمكن أن يكون الخجل الاجتماعي سلوكًا مكتسبًا عادة نتيجة التعرض لمواقف محرجة أو صدمات في تجمعات اجتماعية، وحصلت بعض الدراسات على دليل يربط بين هذا الرهاب وسلوك الأهل الذين يميلون إلى السيطرة أو الحماية المفرطة لأطفالهم.
اعراض الخجل الاجتماعي
عند الحديث عن الخجل، من المهم أن نفهم أن الخجل شعور مختلف تمامًا عن الخوف،بينما يعد الخجل شعورًا مؤقتًا، يبقى الخوف مستمرًا ويؤثر على سلوك الفرد ونشاطاته اليومية،قد تشعرين بالقلق قبل حدث معين، لكن الحالة نفسها مرتبطة بالخجل الاجتماعي تكون مفرطة وتستمر قبل وبعد الحدث، سواء كان ذلك الحدث مهمًا أم لا،إليك بعض الأعراض المرتبطة بالخجل الاجتماعي
- القلق الشديد حتى في الأنشطة البسيطة اليومية، وليس فقط في المواقف المعقدة؛ قد يتعلق الأمر ببساطة بالأحاديث الصغيرة أو التسوق.
- تجنب الأنشطة التي تشمل التفاعل مع الآخرين مثل العزائم أو لقاء الأصدقاء.
- ظهور أعراض جسدية مثل التعرق أو احمرار الوجه نتيجة للقلق.
- الخوف المستمر من القيام بتصرفات قد تثير الإحراج.
- عدم القدرة على الشعور بالراحة أثناء وجود الآخرين، كأن يتم مراقبتك.
- القلق المفرط تجاه النقد أو تقييم الآخرين.
- الشعور بضعف الشخصية.
- نوبات هلع متكررة.
إضافة إلى ذلك، قد يكون لدى أصحاب الخجل الاجتماعي مشاكل نفسيّة أخرى مثل الاكتئاب أو نوبات هلع، لذلك إذا كنت تعانين من هذه الأعراض، فالتوجه إلى طبيب نفسي يعد خطوة مهمة،تذكري أن الخجل الاجتماعي ليس أقل أهمية من الاكتئاب، بل قد يكون له آثار سلبية كبيرة على حياة الفرد.
نصائح للتغلب على الخجل الاجتماعي
لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للمساعدة في التغلب على الرهاب الاجتماعي، وتشمل
- فهم مشاعرك وأسباب قلقك، والتمرن على كيفية التعامل معها أثناء المواقف الاجتماعية.
- محاولة ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق.
- تجنب الافتراض بأن الأشياء ستسير بطريقة سيئة.
- تقسيم المواقف الصعبة إلى مهام صغيرة يسهل التعامل معها.
في الختام، يجب ألا نقلل من أهمية الرهاب الاجتماعي، حيث يعيق الشخص المصاب به عن ممارسة حياته بشكل طبيعي،من المهم التعامل مع هذا الاضطراب النفسي بجدية والبحث عن الدعم المناسب،فالشعور بالقلق المستمر وتأثيره على مختلف جوانب الحياة قد يكون تحديًا كبيرًا، ولكن بالوعي والاستراتيجيات الصحيحة، يمكن للفرد أن يتجاوز هذه المواقف بنجاح.