تعتبر عملية الولادة مرحلة محورية في حياة المرأة، حيث تنتقل من حالة الفتاة إلى حالة الأمومة،إن تأثير هذه المرحلة لا يقتصر على تغير عنوان المرأة فحسب، بل يمتد ليشمل مسؤوليات جديدة، تتطلب منها الرعاية والاهتمام بطفلها وزوجها وصحتها النفسية والجسدية،قد تواجه الأم الجديدة تحديات متنوعة، منها احتمالية الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة، والذي ينجم عن التوتر والمشاعر المتضاربة،في هذا السياق، تبرز تساؤلات عديدة، مثل متى يمكن استئناف العلاقة الحميمة بعد الولادة وما إذا كانت هذه العلاقة قد تكون مؤلمة سنقوم في هذا المقال بمناقشة هذه الأسئلة بشكل شامل ومفصل، مع تقديم نصائح قد تساعد الأمهات في هذه المرحلة الحساسة.
كم تبلغ مدة النفاس
تعد فترة النفاس أحد المراحل التي تلي الولادة، وتختلف مدتها من امرأة لأخرى، لكنها عادة ما تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع،خلال هذه الفترة، قد تلاحظ المرأة ظهور أعراض وآلام تختلف من تجربة لأخرى، وقد تتعرض لمضاعفات تتعلق بصحتها أو صحة رحمها، مثل نزول الدم من الرحم،ومن الممكن أن تبدأ المرأة بالشعور بعدم الراحة النفسية والجسدية، مما يتطلب منها العناية الذاتية والرعاية في هذه المرحلة.
متى يمكن الجماع بعد الولادة
يجدر بالمرأة الانتظار لفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع قبل استئناف الجماع بعد الولادة،حتى بعد انتهاء فترة النفاس، فلا ينبغي التعجل في استئناف العلاقة الحميمة، إذ قد تكون المرأة معرضة لخطر النزيف أو الالتهابات،لذا، من المهم أن تعطي نفسك الوقت الكافي للتعافي الجسدي والنفسي،تعتبر زيارة الطبيب عند انتهاء فترة النفاس فرصة مناسبة للحصول على إرشادات دقيقة حول هذا الموضوع، وذلك لأن الطبيب سيحدد ما إذا كان الوقت مناسبًا لممارسة العلاقة الحميمة بشكل آمن.
ما هى أسباب قلة الرغبة بعد الولادة عند المرأة
تشعر الكثير من النساء بانخفاض ملحوظ في الرغبة الجنسية بعد الولادة، وقد تستمر هذه المشاعر لعدة أشهر،وهناك عدة عوامل تساهم في تحقيق هذا الانخفاض، ومنها
- التركيز الكبير على العناية بالطفل في الأسابيع الأولى، مما يسبب انشغال التفكير والعناية الجسدية.
- الإرهاق البدني والنفسي، بالإضافة إلى الشعور بالألم الناتج عن آثار الولادة، مما يؤثر سلبًا على المزاج والرغبة.
- التغيرات الهرمونية الناتجة عن الولادة، حيث يمكن أن تسبب انخفاض هرمون الاستروجين وجفاف المهبل، وخاصةً إذا كانت الأم ترضع طفلها طبيعيًا.
- الشعور بتغير صورة الجسم وعدم الأمان في المظهر الشخصي بعد الحمل والولادة، مما يؤدي إلى تدني الثقة بالنفس.
- القلق حيال حدوث حمل جديد، خاصة إذا كانت المرأة لا تزال متأثرة بتجربة الولادة.
- الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة أو محاولة استخدام وسائل منع الحمل الجديدة تؤثر سلبًا على الرغبة.
هل من الطبيعي أن يكون الجماع بعد الولادة مؤلمًا
قد تكون تجربة الجماع مؤلمة بعد الولادة، وهذا يرجع إلى التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى جفاف المهبل،لذلك، تعد هذه الظاهرة شائعة بين الأمهات الجدد،يمكن تخفيف الألم باستخدام بعض المسكنات البسيطة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، كما يمكن استخدام كمادات الثلج لتهدئة المنطقة،بجانب ذلك، قد يكون من المفيد استكشاف طرق بديلة للتقرب، مثل ممارسة الجنس الفموي أو التدليك الجنسي،وفي حالة استمرار الألم لفترات طويلة، يجب عليكِ استشارة الطبيب للحصول على المساعدة المناسب.
ماذا تفعلين إن كنتِ غير مهتمة بالجماع
من المهم أن يتم理解 أن الجماع ليس هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن الحب والتواصل العاطفي،إن كنتِ تشعرين بانخفاض الرغبة أو الخوف من الألم، يُستحسن التحدث بصراحة مع شريكك حول مشاعرك،التواصل الجيد يساعد في فهم كلا الطرفين لبعضهما البعض،يمكن أيضًا البحث عن طرق بديلة لتعزيز العلاقة العاطفية، مثل قضاء أوقات هادئة معًا عندما يكون الطفل نائمًا، مما يساهم في خلق بيئة مريحة بعيدًا عن ضغوط الحياة الجديدة.
نصائح حول الجماع بعد الولادة
إليكِ بعض النصائح المفيدة التي قد تساعدكِ في تحسين جودة حياتك الجنسية بعد الولادة
- تجنبي الاستعجال وامنحي نفسك الوقت الكافي للشعور بالاستعداد والراحة.
- حاولي المداعبة لتحفيز إفرازات المهبل مما قد يقلل من جفافه.
- انتبهي لاستخدام المزلقات المهبلية المتاحة للتخفيف من أي شعور بالانزعاج.
- مارسي تمارين الكيجل بانتظام، حيث تسهم في تقوية عضلات الحوض وتفادي سلس البول وتعزز من الشعور في المنطقة الحساسة.
- ابحثي عن أوقات خاصة لممارسة العلاقة الحميمة، حتى وسط مشاغل الأمومة.
من المهم أن تدركي أن الجماع بعد الولادة ليس دائمًا سهلاً، بل يتطلب الصبر والمرونة،من المستحسن أن تتحدثي مع شريكك عن احتياجاتكما وتطلعاتكما المختلفة، ويجب عليك أن تعتني بنفسك وتحافظي على راحة الجسد والنفس.
في ختام هذا المقال، يُستنتج أن فترة ما بعد الولادة تمثل تحديًا كبيرًا للمرأة، وليس من السهل على الإطلاق الانتقال بسرعة إلى نمط حياة جديد يحمل مسؤوليات إضافية،من الأهمية بمكان أن تأخذ الأم التوقيت والتعافي الكامل بعين الاعتبار قبل استئناف العلاقة الحميمة،تبادل الأفكار والمشاعر بين الزوجين مهم لخلق الأجواء المناسبة لدعم تلك العلاقة،من خلال الرعاية الذاتية والاستشارة الطبية عند الحاجة، يمكن للمرأة العودة تدريجياً إلى حياتها الجنسية الطبيعية بطريقة مريحة وآمنة.