الفرق بين الشخصية والسلوك فهم أعماق النفس وكيف تؤثر في تصرفاتنا اليومية!

الفرق بين الشخصية والسلوك فهم أعماق النفس وكيف تؤثر في تصرفاتنا اليومية!

الفرق بين الشخصية والسلوك يعد من الموضوعات الجذابة والمثيرة للجدل ضمن حقل علم النفس، حيث كان هناك اعتقاد سائد في العديد من الدراسات القديمة بأن الشخصية والسلوك هما وجهان لعملة واحدة،ولكن مع تطور الأبحاث والنظريات العلمية، بدأ المختصون في الفصل الدقيق بين هذين المفهومين، وتفسير كيفية تأثير كل منهما على الآخر بشكل أكثر وضوحًا،لذا، سنستعرض في هذا المقال على موقعنا أهم اختلافات وسمات كل من الشخصية والسلوك بطريقة مبسطة وشاملة.

للتمييز بين مفهوم السلوك والشخصية، يتوجب علينا أن نشير إلى أن الفروق بينهما تتجلى في عدة جوانب؛ سواء من حيث المفهوم، أو التطبيق، أو الدراسة،ولذلك، سنقوم بالتفصيل في التباينات بينهما كما يلي

  • اعتمد أبقراط، المعروف بأبو الطب، على تعريف الشخصية باعتبارها مجموعة من الظواهر النفسية والاجتماعية التي تعكس السمات والخصائص المعرفية للفرد، في حين أن السلوك هو رد فعل أو استجابة الكائن الحي للت stimuli الخارجية.
  • وفقًا لعالم النفس رايت، يتمثل الفرق بين الشخصية والسلوك في أن الشخصية تمثل الجانب الثابت والراسخ في الفرد، بينما يُنظر إلى السلوك كاستجابة للتأثيرات الخارجية، وقد تنبع هذه الاستجابة من الشخصية نفسها أو من السياق المحيط.
  • يتضح لنا أيضًا أن الشخصية تتميز بكونها الجانب المستقر في الإنسان، في حين يعتبر السلوك جزءًا متغيرًا وقابلًا للقياس من الشخصية، مما يشير إلى أن السلوك ينتمي إلى طبيعة الشخصية.
  • علاوةً على ذلك، يجب الإشارة إلى أن الشخصية تخص الإنسان فقط، إذ تُعزى له ميزات تميزه عن باقي الكائنات الحية، بينما يمكن اعتبار السلوك سمة مشتركة بين الكائنات الحية جميعًا، بل ويمكن أن يظهر أيضًا في بعض الجوانب غير الحية، مثل المواد الكيميائية خلال تفاعلاتها.

في سياق حديثنا عن الفرق بين الشخصية والسلوك، يمكننا أيضًا التطرق إلى المكونات اللازمة لبناء شخصية سليمة، حيث أظهر العديد من العلماء اهتمامًا كبيرًا في تحديد هذه المكونات، وأحد هؤلاء العلماء هو فرويد، مؤسس مدرسة التحليل النفسي،إليكم كيف قسم فرويد الشخصية وما يقدمه علم النفس الإسلامي من تفسيرات مشابهة

  • اعتبر فرويد أن الشخصية تتكون من ثلاثة مكونات رئيسية هي الأنا، والأنا العليا، والهو،يعمل كل من هذه الجوانب على تحديد ملامح الشخصية ويتأثر بمدى تأثير أحد هذه المكونات على الآخر.
  • الأنا العليا تُعتبر بمثابة الحكمة الأخلاقية والنموذج المثالي للنفس، فهي تسعى لتحقيق الكمال وتجنب الأخطاء البسيطة.
  • الهو يتمحور حول الغرائز والدوافع الحيوانية، حيث يسعى لتحقيق الملذات دون الاهتمام بالعواقب.
  • الأنا تُعتبر الوسيط بين الرغبات والتوجهات المختلفة، حيث تعمل على تحقيق توازن بين مكونات الهو والأنا العليا.
  • من منظور علم النفس الإسلامي، يتم تقسيم الشخصية إلى النفس اللوامة، النفس الأمارة بالسوء، والنفس المطمئنة، مما يشير إلى فهم أعمق لطبيعة الإنسان وفقًا لما جاء به الدين.
  • يُلاحظ أيضًا أن علم النفس الإسلامي وضع تعريفات دقيقة لما يُسمى بالسلوك، مشيرًا إلى إمكانية تقويمه أو تغييره من خلال التوبة والعمل الصالح.

بالإضافة إلى ما سبق، يتميز علم نفس الشخصية بأنه أحد المجالات الفرعية في علم النفس حيث يركز على دراسة تجارب الأفراد واختلافاتهم السلوكية،وإليكم بعض أنواع الشخصيات الشهيرة في علم النفس

  • الشخصية الانبساطية يتميز أصحابها بسرعة اتخاذ القرارات وحب التواصل مع الآخرين، إلا أنهم قد يعانون من عدم الالتزام بالمواعيد.
  • الشخصية الإيجابية تُعد من الشخصيات السوية التي تتمتع بالمواقف العقلانية والسعي لمساعدة الآخرين.
  • الشخصية المتوازنة تمثل التوازن بين الانفعالات والتصرفات، مما يجعلها مقبولة اجتماعيًا.
  • الشخصية الهيستيرية تحمل صفات سلبية متعلقة بالبخل والكبر، مع الطباع الحادة.
  • الشخصية شبه الفصامية تقترب من سمات مرض الفصام ولكن بدرجة أقل، مما يجعلها شخصيات غريبة الأطوار.
  • الشخصية النرجسية تتميز بحب الذات والغرور، مما يجعل الشخص يعاني من قلة العلاقات الاجتماعية.

بعد مناقشة جوانب الشخصيات وتأثيراتها، نتناول مكونات السلوك الإنساني من زوايا متعددة، وهي كما يلي

  • العواطف ترتبط بمستوى عالٍ من النشاط العقلي، وهي إحدى المحفزات الأساسية للسلوك.
  • الفعل يمثل السلوك المرئي الذي يمكن ملاحظته، والذي يُظهر استجابة الإنسان للبيئة.
  • الإدراك يعد مكونًا غير قابل للقياس، يركز على كيفية تنظيم وتنفيذ الأفكار والتصورات حول موضوع معين.

وفي ختام هذا الموضوع الشائق حول الفرق بين الشخصية والسلوك، يجب أن نشير إلى العوامل المؤثرة في سلوك الإنسان،تتعدد هذه العوامل، حيث تلعب البيئة والثقافة والعادات الاجتماعية دورًا حاسمًا في تشكيل أنماط السلوك،كما أن الاختلافات بين الجنسين تؤثر أيضًا على سوية السلوك،تشكل تلك المؤثرات مجموعة من المدخلات التي تسهم في تعديل السلوك الإنساني، مما يزيد من وضوح الفرق بين الثابت -وهو الشخصية- والمتغيرات -وهي السلوكيات المختلفة- في علم النفس.