يعتبر سن اليأس مرحلة هامة في حياة النساء، حيث يتزامن مع العديد من التغيرات الجسدية والنفسية الناتجة عن انخفاض مستويات الهرمونات الأنثوية،لذا، يعتبر استخدام الهرمونات التعويضية خلال هذه الفترة أسلوبًا علاجياً شائعاً، بهدف تخفيف الأعراض المرتبطة بها،يتناول هذا البحث فوائد ومخاطر العلاج بالهرمونات التعويضية، بالإضافة إلى استعراض الأعراض والعلاج الطبيعي،كما سنتناول دور الأعشاب والنصائح المتعلقة بالصحة خلال فترة سن اليأس لتحقيق الاستقرار الجسدي والعقلي.
الهرمونات التعويضية في سن اليأس
تُستخدم الهرمونات التعويضية كوسيلة علاجية لمواجهة الانخفاض في إنتاج هرموني الاستروجين والبروجستيرون، اللذان يتناقصان بشكل ملحوظ أثناء وبعد انقطاع الطمث،تسهم هذه الهرمونات في تخفيف أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة والتعرق الليلي، كما تقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام،يعتبر العلاج بالهرمونات التعويضية خياراً شائعاً للنساء الذين يعانون من أعراض معتدلة وشديدة أثناء المرحلة الانتقالية.
تستدعي بعض الحالات العلاج بالهرمونات التعويضية، مثل النساء اللاتي يعانين من أعراض شديدة أو انقطاع الطمث المبكر،وهناك نوعان رئيسيان من العلاج الهرموني في سن اليأس
1 العلاج بالأستروجين
العلاج بالأستروجين يعد من الأدوية الرئيسية المستخدمة في تخفيف الأعراض المترتبة على سن اليأس،ويعتبر من أكثر العلاجات فعالية في معالجة الهبات الساخنة، على الرغم من حدوث بعض الآثار الجانبية مثل تضخم الثدي والشعور بالألم فيه،يتم تناول جرعات مخفضة خاصة للسيدات اللاتي أجريت عليهن عمليات جراحية، ومن أشكال العلاج بالأستروجين
- حبة الاستروجين، وهي الشكل الأكثر شيوعاً في الاستخدام.
- لصقات الاستروجين، توضع على منطقة البطن.
- الاستروجين الموضعي، متوفراً كجل أو كريم أو بخاخ.
- الاستروجين المهبلي، بأشكال متعددة مثل الحلقة المهبلية أو الكريم.
2 العلاج المركب
يتضمن العلاج المركب استخدام هرمون الأستروجين مع هرمون البروجستيرون،يُنصح به للسيدات اللاتي لم يخضعن لاستئصال الرحم، ومن صورها البروجستين الفموي والرحمي، ويمكن أن يُحسن من الأعراض المتعلقة سن اليأس.
فوائد الهرمونات التعويضية في سن اليأس
تحمل الهرمونات التعويضية فوائد عديدة في فترة سن اليأس، منها
- تخفيف الهبات الساخنة والتعرق الليلي و التركيز.
- التقليل من الجفاف المهبلي وآلامه.
- الحد من التهاب المسالك البولية المتكررة.
- تقوية العظام ورفع نسبة كثافتها، مما يقلل من خطر الكسور.
- المساهمة في الحماية ضد مرض السكري وأمراض القلب.
- تقليل مخاطر الإصابة بسرطان القولون.
- تحسين الحالة النفسية وتقليل الشعور بالإحباط.
موانع استخدام الهرمونات التعويضية في سن اليأس
على الرغم من فوائدها، إلا أن الهرمونات التعويضية قد تحمل بعض المخاطر، مثل
- أمراض القلب والسكتات الدماغية إذا تم بدء العلاج قبل عمر 60، فإنه قد لا يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب، بينما يرتبط تناول الأستروجين ب طفيفة في خطر السكتات الدماغية.
- الخثرات الدموية تزيد الأدوية الفموية من خطر الخثرات، بينما اللصقات والجل أقل ارتباطاً بذلك.
- سرطان الرحم يزيد العلاج بالأستروجين وحده من خطر الإصابة، لذا يجب توخي الحذر.
- سرطان الثدي مدة العلاج الطويلة قد تؤدي ل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
الموانع الرئيسية لاستخدام الهرمونات التعويضية تشمل
- وجود تاريخ سابق للإصابة بالسرطان.
- فترة الحمل.
- تاريخ السكتة الدماغية أو الأحداث القلبية.
- الإصابة بمشاكل كبدية.
الآثار الجانبية للهرمونات البديلة في سن اليأس
تترافق بعض الآثار الجانبية مع استخدام الهرمونات التعويضية، منها
- مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
- نزيف مهبلي خلال الأشهر الستة الأولى.
- الوزن.
- صداع نصفي.
- الغثيان والانتفاخ.
- تقلبات في المزاج.
أعراض سن اليأس
تبدأ أعراض سن اليأس عادة من عمر 45 إلى 55، وتظهر بشكل ينذر بتغير مستويات الاستروجين، ومن الأعراض الشائعة
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- فترات شهرية أطول أو أقصر من المعتاد.
- هبات ساخنة.
- التعرق أثناء الليل.
- مشاكل النوم، بما في ذلك الأرق.
- جفاف في المهبل.
- الوزن وجفاف البشرة.
- تغيرات مزاجية متقلبة.
- فقدان امتلاء الثدي.
- الآلام العضلية والمفصلية.
تستمر الأعراض لمدة تتراوح بين أربع إلى اثني عشر عاماً، مما يرفع حاجة النساء للبحث عن خيارات علاجية وتقليل الأعراض.
أعشاب تؤخر سن اليأس
توجد أعشاب يمكن أن تخفف من أعراض سن اليأس، منها
- مستخلص البرسيم الأحمر، الذي يحتوي على الايسوفلافون المفيد لتنظيم الاستروجين.
- نبات اليام الذي يساهم في تقليل الأعراض المتعلقة بهذه المرحلة.
- الكُرمة الحمراء ذات الفوائد الكبيرة في علاج اضطرابات سن اليأس.
- عشبة ماكا، التي تدعم التوازن الهرموني وتحسن الأعراض.
- عشبة دونغ كاي لدعم الجسم أثناء تلك المرحلة.
- نبات الكوهوش الأسود، الذي يُعد فعالاً في الحد من أعراض سن اليأس.
ما يجب فعله أثناء فترة سن اليأس
يتطلب العناية الذاتية خلال فترة سن اليأس اتباع بعض الإرشادات الصحية، مثل
- التغذية المتوازنة، مع التركيز على الأغذية الغنية بالكالسيوم والفيتامينات.
- تجنب الدهون المشبعة والكوليسترول.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي أو الركض.
- تحسين الصحة النفسية من خلال التفكير الإيجابي.
- الفحص الدوري لضغط الدم ومستوى الكوليسترول.
علاج أعراض سن اليأس
توجد عدة أساليب طبيعية للتعامل مع أعراض سن اليأس، مثل
- بذور الكتان لتخفيض الهبات الساخنة بفضل الأوميجا 3.
- زيت فيتامين هـ لعلاج الجفاف المهبلي.
- حليب الصويا المعد كمكمل طبيعي.
- تناول المشروبات الباردة كالعصائر المفيدة.
- ممارسة الأنشطة الرياضية لتحسين النوم والمزاج.
هناك أيضاً أدوية قد تساعد في مواجهة الأعراض، مثل
- دواء غابابنتين مضاد للنوبات، يُساعد في تقليل الهبات الحارة.
- دواء كلونيدين يعمل كعلاج للضغط، يساعد في تخفيف الهبات الحارة.
- دواء بريغالبالين مُشابه للغابابنتين، يُساهم في تخفيف الأعراض.
- دواء أوكسيبوتينين يُستخدم في حالات فرط النشاط المثاني.
يمكن القول بأن العلاج بالهرمونات التعويضية في سن اليأس يكون مصحوبًا بمخاطر معينة، إلا أن فوائدها تعد بوضوح أكثر شمولاً،لذلك، من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في استخدام هذه الهرمونات والتأكد من تطبيقها في الظروف المثلى لفترات زمنية ملائمة.