شعر عن الحياة بكلمات قوية ورائعة
نعرض اليوم شعر عن الحياة، فالحياة مليئة بالصعوبات وفي نفس الوقت هي مليئة أيضاً بالنعم والسعادة وعلى الإنسان أن يتأمل النعم التي أنعم الله على الإنسان بها، ويوجد العديد من أبيات الشعر التي عبر من خلالها الإنسان عن الحياة وعن الدروس من الحياة وتأمل النعم وعن حاله في الحياة سواء كانت سعيدة وبسيطة أو معقدة ومليئة بالمشاكل.
شعر عن الحياة
قد قام العديد من الشعراء والأئمة بإلقاء الشعر عن الحياة والدنيا ونستعرض أبيات شعر كتبوها، ومنهم: الإمام علي -رضي الله عنه-، الشيخ مصطفى الغلاييني، المتنبي، أبو العتاهية، مهدي الجواهري، وأحمد شوقي.
الإمام علي -رضي الله عنه- أبيات شعر عن الحياة
- النفس تبكي على الدنيا وقد علمت * أن السعادة فيها ترك ما فيها
- لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * إلا التي كان قبل الموت بانيها
- والنفس تعلم أني لا أصادقها * ولست أرشد إلا حين أعصيها
وقد قال أيضاً الآتي:
- حياتك أنفاس تعد فكلما * مضى نفس أنقصت به جزءا
- ويحييك ما يفنيك في كل حالة * ويحدوك حاد ما يريد بك الهزءا
- فتصبح في نفس وتمشي بغيرها * ومالك من عقل تحس به رزءا
الشيخ مصطفى الغلاييني شعر عن الحياة
- إن الحياة هي السعادة للذي * يزور عن تزويرها وغرورها
- وهي الشقاء لمن يرى أشواكها * فيفر من أزهارها وعبيرها
- والشهم من حذر المضرة واجتبي * ورد الحياة وأم روض سرورها
وقد قال أيضاً الآتي:
- إن الحياة أزاهر منظومة * والموت ينثر عقدها بيد القدر
- وأخو النهى من لا تطيش حصانه * فيخال خلب لمعها برق المطر
- إن الحياة سفين إن نحوت بها * نحو الفضيلة تبلغ ساحل الظفر
- وإن قصدت الهوى الخلاب تلق على * سيف يصيبك فيد فادح الضرر
- وما الحياة سوى رؤيا فآونة * فيها الهناء وطورا حادث الغير
- من سره زمن ساءته أزمنة * فالمرء ما بين صفو العيش والكدر
المتنبي شعر عن الحياة
نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرة الجبابرة الألى كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كان لم يعلموا أن الكلام لهم حلال مطلق
فالموت آت والنفوس نفائس والمستعز بما لديه الأحمق
والمرء يأمل والحياة شهية والشيب أوقر والشبيبة أنزق
وقد قال أيضاً الآتي:
إني لأعلم، واللبيب خبير * أن الحياة وإن حرصت غرور
ورأيت كلا ما يعلل نفسه * بتعلة وإلى الفناء يصير
أبو العتاهية شعر عن الحياة
- لعمرك ما الدنيا بدار بقاء، كفاك بدار الموت دار فناء
- فلا تعشق الدنيا أخي فإنما يرى عاشق الدنيا بجهد بلاء
- حلاوتها ممزوجة بمرارة، وراحتها ممزوجة بعناء
- فلا تمش يوماً في ثياب مخيلة، فإنك من طين خلقت وماء
- ولله نعماء علينا عظيمة، ولله إحسان وفضل عطاء
- وما الدهر يوماً واحداً في اختلافه، وما كل أيام الفتى بسواء
- وما هو إلا يوم بؤس ويوم سرور مرةً ورخاء
- وما كل ما لم أرج أحرم نفعه، وما كل ما أرجوه أهل رجاء
- أزور قبور المترفين فلا أرى بهاء، وكانوا قبل أهل بهاء
- وكل زمان واصل بصريمة وكل زمان ملطف بجفاء
وقد قال أيضاً الآتي:
- كل على الدنيا له حرص والحادثات أناتها غفص
- تبغي من الدنيا زيادتها وزيادتي فيها هي النقص
- وكأن من واروه في جدث لم يبد منه لناظر شخص
- ليد المنية في تلطفها عن ذخر كل شفيقة فحص
مهدي الجواهري شعر عن الحياة
- وما الحياة سوى حسناء فاركة * مخطوبة من أحباء وأعداء
- قد تمنع النفس أكفاء ذوي شغف * وربما وهبتها غير أكفاء
- ولا يزال على الحالين صاحبها * معذب النفس فيها بين الداء
- فإن عجبت لشكوى شاعر طرب * طول الليالي يرى في زي بكاء
- فلست أجهل ما في العيش من نعم * أنا الخبير بأشياء وأشياء
- ولا أحب ظلام القبر يغمرني * أنا الخبير بأشياء وأشياء
- وإنما أنا والدنيا ومحنتها * كطالب الماء لما غص بالماء
- أريدها لمسرات، فتعكسها * وللهناء، فتثنيه لايذاء
- وقد تتبعت أسلافي فما وقعت * عيني على غير مشغوف بدنياء
- ذم الحياة أناس لم تواتهم * تمشي على غير قصد خبط عشواء
- ولو بدت لهم الدنيا بزينتها * لقابلوها بتبجيل وإطراء
- عباس محمود العقاد شعر عن الحياة
- راحة كلها الحياة فما أعجب * إلا من راغب في ازدياد
- ما ابتغاء المزيد من يوم أمن * عاطل لا يزاد بالتعداد
- فالزمان المريح تكرار شيء * واحد واطراد حال معاد
- وجوه حياتنا متعددات * ودع عنك البراقع والطلاء
- فإن تحمد وسامتها صباحا * فقد تنعي دمامتها مساء
شعر أحمد شوقي عن الحياة
- حياة من نريد لها زيالا * ودنيا لا نود لها انتقالا
- وعيش في أصول الموت سم * عصارته، وإن بسط الظلالا
- وأيام تطير بنا سحابا * وإن خيلت تدب بنا نمالا
- نريها في الضمير هوى * وحبا ونسمعها التبرم والملالا
- قصار حين نجري اللهو فيها * طوال حين نقطعها فعالا
- ولم تضق الحياة بنا، ولكن * زحام السوء ضيقها مجالا
- ولم تقتل براحتها بنيها * ولكن سابقوا الموت اقتتالا
- ولو زاد الحياة الناس سعيا * وإخلاصا لزادتهم جمالا
وقد قال أيضاً الآتي:
وإذا نظرت إلى الحياة وجدتها * عرسا أقيم على جوانب مأتم
وقد قال أيضاً الآتي:
- جد من الفن الحياة وما حوت * تجد الحياة من الجمال خلاء
- بالفن عالجت الحياة طبيعة * قد عالجت بالواحة الصحراء
- تأوى إليها الروح من رمضائها * فتصيب ظلاً أو تصادف ماء
- نبض الحضارة في الممالك كلها * يجري السلامة أو يدق الداء
- إن صح فهي على الزمان صحيحة * أو زاف كانت ظاهراً وطلاء
- انظر –أبا فاروق- عرسك، هل ترى * بالغرس إلا نعمة ونماء
- من حبة ذخرت، وأيد ثابرت * جاء الزمن بجنة فيحاء
- وأكنت الفن الجميل خميلة * رمت الظلال، ومدت الأفياء
- بذل الجهود الصالحات عصابة * لا يسألون عن الجهود جزاء
- صحبوا رسول الفن لا يألونه * حباً، وصدق ومودة ووفاء
- دفعوا العوائق بالثبات، وجاوزوا * ما سر من قدر الأمور وساء
- إن التعاون قوة علوية * تبني الرجال وتبدع الأشياء
- فليهبهم، حاز التفاتك سعيهم * وكسا نديهم سناً وسناء
- لم تبد للأبصار إلا غارساً * لخالف الأجيال أو بناء
- تغدو على الفترات ترتجل الندى * وتروح تصطنع اليد البيضاء
- في موكب كالغيث سار ركابه * بشراً، وحل سعادة ورخاء
وفي ختام المقال عن شعر عن الحياة قد تكلمنا عن الحياة وكم أن الشعراء اهتموا بكتابة الشعر عنها مع اختلاف الحياة المليئة بالمشاكل أو الفرح والسرور وقد ذكرنا أبيات شعر من الإمام علي -رضي الله عنه-، الشيخ مصطفى الغلاييني، المتنبي، أبو العتاهية، مهدي الجواهري، وأحمد وشوقي.