فإن تولوا فقل حسبي الله للمحبة دعوة للتفاؤل والثقة في الرحمة الإلهية

تعتبر مسألة الإيمان والاعتماد على الله سبحانه وتعالى من القضايا الأكثر أهمية في حياة المسلم، حيث ينطوي ذلك على توجيهات واضحة من القرآن الكريم،يُظهر مفهوم “حسبي الله” تفاعلًا عميقًا بين الخالق والمخلوق، وهو دعوة للاعتماد على الله في الأوقات الصعبة،هذه الوصية ليست محصورة في سياقات معينة، بل تشمل جميع جوانب الحياة وتحث المسلم على النظر إلى الله كمصدر الأمل والدعم،لذلك، سيتناول هذا البحث كيفية تطبيق هذا المفهوم في حياتنا اليومية وكيف يؤثر ذلك على مستويات الرضا الشخصي والاستقرار النفسي.

فإن تولوا فقل حسبي الله للمحبة

يعد القرآن الكريم هديًا شاملًا يتناول جوانب الحياة الإنسانية كافة، ويؤكد من خلال آياته أهمية الاعتماد على الله،إن تدبر الآيات وفهمها يعتبران من الجوانب الحيوية لتحقيق الفائدة من النصوص المقدسة،الآية التي تحمل عبارة “حسبي الله” تشير إلى ضرورة الثقة بالله والإعراض عن أولئك الذين قد لا يقدمون الدعم،وفي هذا السياق، قال الله سبحانه وتعالى “إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلّتِي هِيَ أَقْوَمُ”، مما يعني أن الإرشادات القرآنية تُظهر الطريق الصحيح الذي يجب أن يسير فيه المسلم.

إنّ سبيل التقدم والرقي في حياة المسلم يمر من خلال الالتزام بتعاليم القرآن واتباع نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم،فقد جاء في سورة يونس “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”، وهذا يعكس تنوع فوائد القرآن الكريم، “وَنُنـزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ” (الإسراء 82) تؤكد على أهمية الاعتماد على الله وأن القرآن هو مصدر الشفاء والهدى.

تحتوي كلمات الآية الكريمة “فإن تولوا فقل حسبي الله” على رسائل روحية بالغة عميقة،هناك من يتجنى على القرآن بمحاولة تفسيرات مغلوطة، وبعض الناس يربطون هذه الآية بجلب المحبة، مع أن هذا ليس من هدفها،لذلك يجب التزام المسلمين بما جاء به القرآن والتفكير في معانيه الصحيحة التي تعزز إيمانهم.

تفسير قوله تعالى فإن تولوا فقل حسبي الله وسَبَب نزوله

تسهم تفاسير القرآن الكريم بشكل كبير في فهم معانيه العميقة،ومن المعروف أن سبب نزول الآية "فإن تولوا فقل حسبي الله" كان مؤلمًا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث واجه تكذيب قومه وعدم نصرتهم له،سعى النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق الحق، ومع ذلك كان موقف قومه غير متفهم لرسالته،وهذا يتطلب من المؤمنين التمسك بعقيدتهم حتى في الأوقات الصعبة، جانبًا لا يتنقص من عزيمتهم أو يعيق إيمانهم.

هذه الآية جاءت في ختام سورة التوبة، التي تتناول موضوعات الحروب والغزوات، تسلط الضوء على معاملة النبي صلى الله عليه وسلم مع منافقي مكة،من هنا، يستفيد المسلمون من تذكر هذه الآيات لتقوية إيمانهم و ثقتهم بالله وفي نصره.

الله سبحانه وتعالى يذكر نبيه بأن يكون معتمدًا على الله وحده، إذ لا يمكن الاعتماد على أحد سواه،في هذه الحالة، ينعكس معنى الاعتماد والتوكل على الله في درجة كبيرة من اليقين والثقة،وقد وجدت هذه الآية في سياق تشجيعي للمؤمنين للثبات ومواجهة الصعوبات بقلب متوكل على الله.

فضل قول (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)

في الأذكار التي يؤدى بها المسلمون في كل يوم وليلة، يتكرر ذكر "حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم" كأحد أساليب التحصين الروحي،ومن أبرز الأحاديث التي تعزز من مكانة هذا الذكر أن من قوله يؤتى له بالأمان في الدنيا والآخرة.

• ورُوي في كتاب أبي داوود عن أبي الدرداء أنه قال "من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات، كفاه الله ما أهمه".
• كما ورد حديث آخر في كتب السنة يشير إلى جزاء من ذكر هذا الذكر بانتظام بحسبه الكافي من الأمور.

من المهم أن نتذكر أن استخدام عبارة "فإن تولوا فقل حسبي الله" لا يمكن اعتباره من السنة، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم نص يربطها بجلب المشاعر أو الحب،وبالتالي، يجب أن نتوجه إلى الأذكار الموثوقة فقط عند الاستعانة والتوكل.