تعتبر سورة البقرة من أطول سور القرآن وأعظمها في الأجر والفضل،انتشر بين الناس تخصيص قراءة هذه السورة لمدة أربعين يوماً كوسيلة لنيل الفوائد الروحية والصحية،ومن هنا، كان لا بد من تصحيح بعض الأفكار والاعتقادات حول هذا الأمر ومعرفة رأي الفقهاء والعلماء حول هذا الموضوع،في هذا المقال، سنتناول الجوانب المختلفة المتعلقة بقراءة سورة البقرة، وسنستعرض الأدلة الشرعية المتعلقة بها، بالإضافة إلى الفوائد العامة للقراءة وغيرها.
فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم
تعتبر فكرة قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم من الأمور الشائعة بين بعض الفئات، وخصص البعض الكثير من أوقاتهم يومياً لتلاوتها،ومع ذلك، فإن علماء الدين والفقهاء لم يجدوا دليلاً صريحًا من السنة النبوية يؤكد فضل تخصيص هذه السورة بهذا الشكل،في كتابه (بدع القراء القديمة والمعاصرة)، أوضح الدكتور بكر أبو زيد أن التخصيص بقراءة سورة أو آية معينة مرتبطاً بعدد محدد هو نوع من الابتداع، حيث ينبغي أن تستند هذه الأعمال على أدلة واضحة.
إذًا، من المهم أن نفهم أن تخصيص قراءة سورة البقرة لغرض محدد قد لا يكون مستنداً على أسس شرعية قوية، ولكن هذا لا ينفي الفضل الكبير الذي تحمله السورة ذاتها،إنما نؤكد فقط على ضرورة الأخذ بالأدلة الشرعية الموجودة والابتعاد عن الأفعال التي لا دليل عليها والتي قد تتعارض مع القيم الإسلامية.
في هذا السياق، تتعدد الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم التي تشير إلى فضل سورة البقرة، ومن ثم نستطيع الإشارة إلى أهمية قراءة هذه السورة دون تخصيصها بفترة زمنية محددة أو عدد مسبق للقراءات،وعلى عكس ذلك، كان التأكيد على فوائدها العامة التي تتجلى في حياة المؤمن،إذًا، ينبغي علينا أن ننتهج طريق الفهم السليم وأن نحرص على القراءة من أجل الاستفادة الكاملة من معاني القرآن الكريم.
في فضل سورة البقرة
ينطلق الحديث عن فضل سورة البقرة من مجموعة من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تبرز مكانتها العالية،فعن أبو هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة” (صحيح مسلم 780)،يوضح هذا الحديث أن قراءة سورة البقرة تحمي البيت من تأثيرات الشياطين، مما يجعلها محبذة في المنازل،وقد أكد الفقهاء على هذا الفضل الملموس الذي يميزها عن باقي السور.
إضافة إلى ذلك، وردت الأحاديث التي تصف قراءة سورتي البقرة وآل عمران بأنهما “الزهراوين”، حيث يتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الشفاعة التي تقدمهما،فعن أبو أمامة الباهلي، قال النبي صلى الله عليه وسلم “اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، واقرؤوا الزهراوين”،هذا يعني أن من يتلو هاتين السورتين سيكون له نصيب من الشفاعة يوم القيامة، مما يعكس الفوائد العظيمة لتلاوتهما.
علاوة على ما ذكر، يجب أن ندرك أهمية الآيات الختامية من سورة البقرة التي تحمل معها أفضالاً عظيمة،ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” (صحيح البخاري 5009)،يؤكد هذا الحديث على القوة والحماية التي توفرها هاتان الآيتان، مما يجعل تلاوتهما موصى بها دوماً.
أحاديث موضوعة في فضل سورة البقرة
ومع كل الفضائل التي ذكرناها، نلاحظ أن هناك أحاديث عديدة تُروى بشأن سورة البقرة لا تصح ولا يجوز الأخذ بها،ومن بين تلك الأحاديث “ما خيب الله تعالى عبدًا قام في جوف الليل، فافتتح سورة (البقرة) و(آل عمران)” (ضعيف الجامع 5063)،لذلك، يجب على المسلمين أن تكون لديهم دراية كافية بالأحاديث الصحيحة والموضوعة لتجنب الفهم الخاطئ أو نشر الغير دقيق من الأحاديث.
خلاصة الموضوع في 5 نقاط
في ختام تناولنا لموضوع فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم، نجد أنه يمكن تلخيص النتائج كالتالي
- لا يوجد دليل قوي أو حديث صحيح يثبت فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم.
- قراءة سورة البقرة في المنزل تُعتبر وسيلة لطرد الشياطين.
- سورة البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة شفيعتين لأصحابهما.
- تلاوة سورة البقرة تحمي المؤمن من الشرور وتجلب البركة.
- يجب تجنب الحديث الموضوع عن فضائل سورة البقرة والالتزام بالأحاديث الصحيحة.
الأسئلة الشائعة
1،هل هناك فضل خاص في قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم
لا يوجد دليل شرعي يثبت فضل قراءة سورة البقرة من ناحية زمنية معينة مثل الأربعين يوماً.
2،ماذا تحقق قراءة سورة البقرة في المنزل
قراءة سورة البقرة في المنزل تُعتبر وسيلة لطرد الشياطين وحماية المنزل.
3،كيف يمكن الاستفادة من سورة البقرة
يمكن الاستفادة من سورة البقرة بتلاوتها بانتظام والتأمل في معانيها، مما يؤدي إلى تعزيز الإيمان والروحانية.
4،هل توجد أحاديث غير صحيحة عن فضل سورة البقرة
نعم، هناك عدة أحاديث موضوعة عن فضل سورة البقرة، وينبغي التحقق من صحة الأحاديث قبل اعتمادها.