تُعتبر مرحلة المراهقة واحدة من أكثر الفترات تحديًا سواء للآباء أو المراهقين، حيث يتعرض الأبناء لتغيرات جذرية في شخصياتهم وسلوكياتهم،في العصر الحالي، زادت التحديات المترتبة على هذه الفئة العمرية بسبب الانفتاح المعلوماتي الذي وفّره الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي،هذا الانفتاح جعل معظم المراهقين يمضون وقتهم في غرفهم بدلاً من التفاعل الاجتماعي المباشر، مما أثر على صحتهم النفسية وسلوكياتهم بشكل كبير،المشاكل مثل الاكتئاب، والسلوك العدواني، وغيرها من الاضطرابات النفسية أصبحت أكثر شيوعًا،لذلك، من الضروري تقديم استراتيجيات فعالة للتعامل مع هذه التحديات، وهذا ما سنبحثه في هذا المقال.
كيف أتعامل مع ابني المراهق
إن مرحلة المراهقة تُعرف بفترة صعبة على الأهل، حيث تتسم بالتحديات الكبيرة،الآباء غالبًا ما يشعرون بالعجز في مواجهة تمرد الأبناء ورغبتهم في كسر القيود،وفي ذات الوقت، فإن المراهقين يجدون صعوبة في التواصل مع والديهم، مما يجعلهم يميلون إلى العزلة أو التصرفات القاسية لجذب الانتباه إليهم.
- ضعي حدودًا قبل محاسبة أولادك على تصرف معين، يجب عليك وضع حدود واضحة وقواعد،تشجيع الأبناء على المشاركة في وضع هذه القواعد يجعلهم يشعرون بأن الأمر ليس قسريًا، وإنما لتنظيم حياة الأسرة.
- اتفقي على العواقب بعد تحديد الحدود، يجب تحديد عواقب تكسرها، مع الأخذ بعين الاعتبار أعمارهم،من الأفضل أن تكون هذه العواقب غير مُهينة، مثل الحرمان من الموبايل أو الخروج.
- تواصلي بطريقة مناسبة على الأمهات فهم أن المراهقين لا يفضلون المحادثات الطويلة،حاول أن تكون عباراتك قصيرة وفعّالة، مع التركيز على الاستماع لهم بإظهار اهتمامك.
- احترمي خصوصيتهم حتى لو كان هناك انطباع بأن ابنك يقوم بشيء خاطئ، من المهم احترام خصوصيته وعدم التطفل على حياته الخاصة.
- امنحيهم بعض الوقت إذا كان ابنك يرفض التحدث، يمكنك منحهم بعض الوقت، وقولي له أنكِ ستكونين متاحة عندما يرغب في التحدث.
كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي
العصبية تُعد من الظواهر السلوكية الشائعة بين المراهقين،وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية، يُعاني ما يقرب من ثلث المراهقين من العصبية بمستويات مختلفة،لذا، إليك بعض النصائح التي يمكنك الاعتماد عليها عند التعامل مع ابنك العصبي
- ساعديه على تنظيم تنفسه تعلمين أن التنظيم الجيد للتنفس يمكن أن يُساعد في طرد التوتر الزائد،يُفضل أن تطلبي منه أخذ شهيق بطيء ومتعاقب.
- تحدثي معه بنبرة صوت هادئة عليك تجنب استخدام نبرة عصبية، بل حافظي على هدوئك وابحثي عن الأسباب التي تثير عصبيته.
- مارسي معه تمارين الاسترخاء يمكنك الاطلاع على تقنيات الاسترخاء التي يمكن أن تُساعد في تهدئته أثناء نوبات الغضب.
- اخرجي معه بعد انتهاء نوبته العصبية، خذي ابنك في نزهة، فهذا سيساعده على استعادة هدوئه والتفكير بوضوح.
- كوني صديقة له تواصلكِ بشكل صديق سيمنحه الثقة للحديث عن مشاعره بصدق.
- الجئي للاستشارة النفسية إذا تفاقمت مشكلاته، لا تترددي في استشارة مختص نفسي لطلب الدعم.
كيف أتعامل مع ابني المراهق والعادة السرية
البلوغ يُعد فرصة لاكتشاف الجسد، وقد يتحول الأمر في بعض الأحيان إلى ممارسة العادة السرية،إذا اكتشفت الأمر، يجب أن تتجنبي الانفعالات السلبية،بدلاً من ذلك، اتبعي هذه النصائح
- لا تحكمي عليه أدركي أن هذه الفترة تمر بها جميع المراهقين، تحدثي معه بطريقة طبيعية دون إلقاء اللوم.
- ثقفيه عن النظافة الشخصية من المهم تناول موضوع النظافة الشخصية بشكل مباشر.
- أخبريه عن إدمان العادة السرية حتى لو لم يتمكن من التوقف، اشرحي له أهمية الاعتدال في هذه الممارسة.
- أعطيه كتابًا أو اجعليه يتحدث مع متخصص إذا كان الأمر محرجًا، يمكنك تيسير الحصول على معلومات عن طريق الكتب أو الاستشاريين.
- حدثيه عن الجوانب السلبية وضحي له أن العادة السرية قد تؤثر على جوانب أخرى في حياته، وتحفز على تركيزه في أمور أكثر أهمية.
- شجعيه على ممارسة الرياضة حثّي ابنك على ممارسة الرياضة لتفريغ طاقته واستغلال الوقت بشكل مفيد.
ختامًا، نتمنى أن تكون هذه النصائح قد أعطتكِ الأدوات اللازمة للتعامل مع مشكلات ابنك المراهق،من المؤكد أن مرحلة المراهقة تتطلب الصبر والحب؛ فالأهم من أي شيء آخر هو أن يشعر ابنك بالاحترام والدعم من قبلك، مما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تعزيز الثقة والاحترام بينكما،تذكري أن هذه المرحلة هي TRANSITION، وسيحتاج إلى دعمك لتجاوزها بنجاح.