في عالم يسوده التوتر والضغوط الحياتية المتزايدة، قد يجد الأفراد أنفسهم في مواقف غير معتادة تؤثر على عاداتهم الغذائية، ومن أبرز هذه المواقف هي ظاهرة الأكل الليلي،تعد متلازمة الأكل الليلي (Night Eating Syndrome) إحدى الاضطرابات المرتبطة بتناول الطعام بعد العشاء أو خلال الليل، وهي مشكلة شائعة تؤثر على نسبة كبيرة من الأشخاص،يتطلب فهم هذه الظاهرة تحليل أسبابها، أعراضها، وتأثيراتها على الصحة العامة، وهو موضوع سنقوم بالتعمق فيه خلال هذا المقال.
ما هي متلازمة الأكل الليلي
تُعرف متلازمة الأكل الليلي بأنها اضطراب يتميز بالاستيقاظ خلال الليل لتناول الطعام، وعادةً ما يكون ذلك بعد العشاء،تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 1.5 % من السكان يعانون هذه المتلازمة، بينما تصل النسبة بين المصابين بالسمنة إلى ما يتراوح بين 6% و16%،يترافق هذا النوع من الاضطراب في الكثير من الأحيان مع مشاكل نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، مما يجعله أكثر تعقيدًا عند محاولة معالجة أسبابه وعواقبه.
ما هى أسباب متلازمة الأكل الليلي
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة الأكل الليلي، ومن أبرزها ما يلي
- اختلال في الساعة البيولوجية تساهم الساعة البيولوجية بشكل كبير في تنظيم الشعور بالجوع، وفي حالة عدم انتظامها، قد يشعر الشخص بالجوع ليلاً بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تناول الطعام في فترات لم يكن يتناول فيها الطعام سابقًا.
- عوامل جينية من الممكن أن تلعب الوراثة دورًا في نقل هذه الميول الغذائية، حيث قد تنتشر هذه المتلازمة في بعض العائلات.
- الحالة النفسية يُعتبر التوتر والقلق والاكتئاب من العوامل التي تؤثر في السلوك الغذائي، حيث يمكن أن يتجه الأفراد إلى تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع مشاعرهم السلبية.
- العوامل الأخرى هناك تفسيرات أخرى تربط متلازمة الأكل الليلي باعتماد الشخص على عقاقير أو معاناته من السمنة.
- النظم الغذائية قد يؤثر النظام الغذائي المتبع على تزايد الرغبة في تناول الطعام ليلًا، خصوصًا إذا كان الشخص مقيدًا بسعرات حرارية محددة خلال النهار.
ما هى أعراض متلازمة الأكل الليلي
توجد عدة أعراض تدل على الإصابة بمتلازمة الأكل الليلي، والتي تستمر لفترة من الزمن، ومنها
- الاستيقاظ لأغراض تناول الطعام يسجل الأفراد الذين يعانون من هذه المتلازمة ارتفاعًا في معدل الاستيقاظ لعدد من المرات خلال الليل؛ حيث قد يصل هذا العدد إلى أكثر من أربع مرات في الأسبوع بحثًا عن الطعام، مما يؤثر على جودة نومهم.
- ارتفاع استهلاك السعرات الحرارية ليلاً بعض الأفراد قد يستهلكون 25% أو أكثر من احتياجهم اليومي للسعرات الحرارية خلال الليل، مما قد يؤدي لعواقب غذائية صحية مؤسفة.
- فقدان الشهية خلال النهار تعاني الكثير من الأفراد من تراجع في الإحساس بالجوع خلال ساعات النهار، بينما تزداد شهيتهم في المساء والليل.
- مشاكل صحية نفسية قد تكون هناك علاقة بين الأكل الليلي والحالات الصحية النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض الغذائية.
تأثير متلازمة الأكل الليلي على صحتكِ
تظهر الأبحاث وجود علاقة بين متلازمة الأكل الليلي والسمنة وضعف النوم، مما يؤدي لتداعيات صحية سلبية،غالبًا ما يشعر الأفراد بعدم الراحة عند الخروج من النوم، مما يؤثر سلبًا على مستويات النشاط والحيوية خلال اليوم، وقد يسهم في الوزن مع مرور الوقت.
ما الذي يمكن فعله ضد متلازمة نوبات الجوع الليلية
على الرغم من صعوبة التخلص من المسببين العميقين لمتلازمة الأكل الليلي، إلا أنه توجد مجموعة من النصائح المفيدة لتحسين نمط الحياة وتحقيق نوم هادئ،إليك بعض الاقتراحات
- التوجه نحو الاطعمة الصحية من المهم اختيار الوجبات التي تحتوي على نسب منخفضة من الدهون والسكر لتقليل احتمالية الرغبة في تناول الطعام ليلاً.
- تهيئة بيئة النوم يجب أن تكون الغرفة مريحة، بالإضافة إلى محاولة النوم في نفس الوقت كل مساء.
- تجنب تناول المواد المنبهة الابتعاد عن تناول الكافيين أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم من الأمور الهامة لضمان نوم هانئ.
- طلب المساعدة في حال شعرت بأن القلق أو التوتر يؤثران عليك، فقد يكون من المفيد التوجه لفحص نفسي متخصص.
- ممارسة الرياضة الاهتمام بالنشاط البدني خلال اليوم يمكن أن يساهم في تحسين جودة النوم.
في النهاية، إذا كنت تعانين من متلازمة الأكل الليلي وتعجزين عن التحكم فيها، يُنصح بزيارة أخصائي مختص للحصول على الدعم، وبالتالي تحقيق مستوى حياة أفضل وصحة جيدة،من المهم معالجة الجوانب النفسية والجسدية للحصول على التحكم الأمثل في العادات الغذائية والنوم.