أدم وحواء

مفهوم متلازمة الاجترار اكتشف الأسرار الكامنة وراء هذه الحالة النفسية المثيرة للاهتمام واضرب موعدًا مع المعرفة!

تعتبر متلازمة الاجترار من الاضطرابات النادرة التي تصيب مجموعة قليلة من الأفراد،لفهم هذا الاضطراب بشكل أفضل، فإنه من المهم التعرف على تعريفه، الأعراض المرتبطة به، والأساليب المتاحة للتشخيص والعلاج،يواجه المصاب بهذه المتلازمة تحديات جسيمة تؤثر على جودة حياته، كما أن التشخيص المبكر له دور حيوي في التخفيف من أضراره،من خلال هذا المقال، سنسلط الضوء على تفاصيل متلازمة الاجترار وكيفية التعامل معها بشكل فعال.

مفهوم متلازمة الاجترار

عندما نتحدث عن متلازمة الاجترار، نجد أن أكثر المصابين بها هم من فئة الأطفال، خصوصًا الرضع،يُعرف هذا الاضطراب طبيًا بإسم “rumination disorder”، ويُعتبر نادرًا للغاية، حيث يظهر بشكل متكرر خلال مرحلة الطفولة،من السمات المميزة للمتلازمة أن الشخص المصاب يجد صعوبة في الاحتفاظ بالطعام داخل معدته بعد تناوله، ويتم تقيؤ الطعام بعد الوجبات،يجدر بالذكر أن هذه العملية تختلف عن القيء، حيث يحدث الارتجاع إلى المريء دون أن يتم القضاء عليه عبر الفم كما يحدث في القيء المعتاد.

ويتجلى مفهوم متلازمة الاجترار أيضًا في أن الشخص المصاب قد يقوم ببصق الطعام بشكل متكرر، وذلك بغير إرادته، إذ إنه إما يكون الطعام الذي تم دفعه للأعلى غير مهضوم أو مهضوم جزئيًا،وتمتاز هذه الحالة بأنها تتكرر بعد كل وجبة، مما يؤثر بشكل كبير على نمط الحياة اليومي للمصاب.

حتى الآن، لم يتم تحديد عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة بشكل قاطع، حيث تعد الأبحاث والدراسات حول هذا الموضوع قيد التطور،يتطلب العلاج التعرف على أساليب متخصصة تتضمن تعليم المصاب كيفية التنفس بشكل صحيح باستخدام الحجاب الحاجز، مما يساهم في تخفيف الأعراض.

أعراض متلازمة الاجترار

على الرغم من أن تشخيص متلازمة الاجترار قد يكون تحديًا نظرًا لتداخل أعراضها مع بعض الاضطرابات الغذائية الأخرى، إلا أنه يمكن التعرف على بعض الأعراض التي تساعد في تسهيل عملية التشخيص،من الأعراض الشائعة لهذه المتلازمة

  • معاناة المريض من ارتجاع الطعام بشكل غير إرادي، حيث يكرر هذا النشاط بمعدل يصل إلى كل عشر دقائق بعد تناول الوجبة.
  • شعور المريض بالامتلاء وعدم القدرة على الحركة بعد تناول الطعام.
  • ظهور رائحة كريهة من الفم، مما يزيد من الإحراج الاجتماعي للمصاب.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ بدون أي أسباب مفسرة.
  • تقلصات متكررة في المعدة تستمر حتى حدوث الارتجاع.
  • تفضيل المريض لتناول الطعام بمفرده، حيث يشعر بالحرج من تناوله لجانب الآخرين.
  • رغم شعور المريض بالجوع، إلا أنه يتحفظ عن تناول الطعام بسبب القلق من تقلصات المعدة.

تشخيص متلازمة الاجترار

تتضمن عملية تشخيص متلازمة الاجترار مرحلتين رئيسيتين،الأولى منها تتعلق بتقييم الحالة الصحية العامة للمريض وتحديد مدى تأثيرها على الأعراض التي تظهر عليه،الثانية تتعلق بة التاريخ الطبي للعائلة والتعرف على أي مشاكل متعلقة باضطرابات الأكل،ومن المهم أيضًا تقييم الحالة النفسية للمصاب للتحقق من أي تغييرات طرأت عليه في الفترة الأخيرة.

عند إجراء الفحص الطبي، قد يقوم الطبيب بإجراء فحوصات شاملة للجسم بالإضافة إلى فحوصات خاصة بالجهاز الهضمي، وقد يلجا الطبيب لإجراء بعض الفحوصات مثل منظار الجهاز الهضمي أو دراسة تفريغ المعدة لتأكيد التشخيص.

العوامل السلبية لمتلازمة الاجترار

تؤدي متلازمة الاجترار إلى مجموعة من العواقب الضارة على المدى القريب والبعيد،من بين تلك العواقب

  • تدهور مستوى الوزن وبالتالي تدهور الحالة الصحية والنفسية العامة للمريض.
  • الشعور بالانتفاخ وعدم الراحة في المعدة.
  • القيء المتكرر بعد تناول الطعام مما يؤثر على التفاعلات والمناسبات الاجتماعية.
  • تأثير سلبي على مناعة المريض، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
  • آلام شديدة قد تعيق حركته اليومية.
  • ارتفاع احتمالية الإصابة بالجفاف، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى خطر الإصابة بفقر الدم.
  • قد يؤثر على الأداء اليومي والقدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مما يزيد من شعور الانعزال.
  • الإصابة بالكآبة أو الضغط النفسي قد تتفاقم لدى المصاب نتيجة للتحديات اليومية.

طرق علاج متلازمة الاجترار

في مواجهة تحديات متلازمة الاجترار، تم اقتراح بعض الحلول العلاجية من قبل المتخصصين في هذا المجال،من بين تلك الحلول

  • ضرورة إجراء تغييرات على العادات الغذائية السيئة و الوعي حول كيفية تناول الطعام.
  • تدريب المريض على اكتساب عادات تنفس صحيحة، بالإضافة إلى تعزيز إدراكه لحالته الصحية.
  • اختلفت مدة العلاج بناءً على حالة كل مريض، ويظهر تأثير العلاج بشكل تدريجي بمرور الوقت.
  • للأهل دور رئيسي في دعم الأبناء المصابين، خاصة إذا كانوا يواجهون مشاكل نفسية.
  • التنفس العميق والتقنيات الاسترخائية قد تكون مفيدة جدًا للمساعدة على التحكم في الأعراض، وينصح بممارستها بعد تناول الطعام مباشرة.

مضاعفات الإصابة بمتلازمة الاجترار

إذا لم يتم معالجة متلازمة الاجترار بشكل مناسب وسريع، فقد تتطور المضاعفات السلبية المترتبة على ذلك، ومنها

  • الإصابة بحالات من الاكتئاب والقلق النفسي المبالغ فيه.
  • احتمالية تطور فوبيا معينة بسبب تحديات الطعام.
  • قد يتطلب الوضع في بعض الأحيان تدخل جراحي نتيجة لتطور الحالة.
  • الإصابة بأعراض الوسواس القهري قد تكون ضمن المخاطر المحتملة.
  • تطور الأعراض إلى حالة من انفصام الشخصية في بعض الحالات النادرة.

نصائح للتعامل مع متلازمة الاجترار

مع اكتساب فهم أعمق لمتلازمة الاجترار، هناك عدة نصائح قد تسهم في تسهيل التعامل مع هذه المتلازمة

  • يجب على المصاب التقليل من الممارسات التي تزيد من مظاهر الاجترار، مما يساعد في تفهم حالته بشكل شامل.
  • توصى بممارسة رياضة المشي يوميًا لتحسين الحالة النفسية والبدنية.
  • التوجه نحو الانشغال بأمور محببة أثناء تناول الطعام لتقليل خطر القيء.
  • تطبيق تقنيات التأمل واليوجا لتخفيف الضغط النفسي و ثقة المصاب بنفسه.

إن فهم متلازمة الاجترار واكتساب المعرفة حول أعراضها وطرق التعامل معها يساعد المرضى في تحسين حياتهم والتغلب على التحديات اليومية،بالتالي، يساهم توجيههم نحو العناية الأفضل بخياراتهم الغذائية وصحتهم النفسية في دعمهم خلال مراحل العلاج.