هل يهتز عرش الرحمن عند بكاء العبد
هل يهتز عرش الرحمن عند بكاء العبد، سنتناول هذا الموضوع في مقالنا التالي للإجابة على هذا السؤال وهل حقاً يهتز عرش الرحمن لبكاء أحد من الخلق، أم أن هذا مجرد كلام لا أساس له من الصحة وليس هناك أحاديث تثبته، وهل يهتز عرش الرحمن إذا ظلم العبد يتيماً من عباد الله تعالى.
هل يهتز عرش الرحمن عند بكاء العبد
عرش الرحمن لا يهتز لبكاء أحد من العباد، ويحذر بشدة من نقل هذا القول لأنه يندرج تحت مسائل دينية لا يمكن الاجتهاد فيها، ولم يرد في الأحاديث الصحيحة ما يثبت أن عرش الرحمن يهتز عند بكاء أحد من العباد ولكن يذكر في بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة أن عرش الرحمن يهتز عند بكاء اليتيم، وهذا الحديث ضعيف للغاية، ولم يتم قبوله من قبل علماء الحديث وقد روي هذا الحديث عن اثنين من الصحابة ولكنه يعتبر ضعيف للغاية، ولا يمكن الاعتماد عليه في الشريعة الإسلامية.
العرش في اللغة يعرف بأنه الكرسي العظيم والمقعد الذي لا يدرك عظمته وسعته إلا الله تعالى ويحمل بواسطة ملائكة ويتجاوز في عظمته كل المخلوقات الأخرى التي خلقها الله وهو الشبيه بالسقف الذي يغطي العالم بأسره، وحتى الجنة بينما لا يوجد شيء يتجاوزه سوى الله تعالى وعلى الرغم من أن عروش الملوك تشبه في تسميتها العرش، إلا أن عرش الله لا يشبهه أو يقارن مع أي مخلوق آخر.
اقرأ أيضًا:حكمة عن فلسطين
كم عدد الملائكة الذين يحملون العرش
عدد الملائكة الذين يحملون العرش ثمانية، وفقاً لقول الله في القرآن الكريم وهذا يعني أن عددهم ثمانية ولكن يمكن أيضاً فهم ذلك بأن هناك تفسيرات مختلفة لهذا العدد، سواء كان ثمانية فقط أو بأعداد أكبر كثيرة، ولكن الله هو الذي يعلم الغيب بالتأكيد.
وعلى الرغم من أن العدد المذكور هو 8، إلا أن ذلك لا يقلل من عظمة العرش خاصة أن الملائكة ليسوا مثل البشر، فتفاصيلهم وأبعادهم تتجاوز تصوراتنا، كما هو مذكور في السنة النبوية والتفاسير وإيماننا بالملائكة وبعرش الله من أركان الإيمان، حتى وإن كانت هذه الأمور من الغيب، فهي تؤكد قدرة الله وعظمته في خلقه وتدبيره للكون بأسره.
اقرأ أيضًا:هل يهتز عرش الرحمن لبكاء اليتيم؟
متى اهتز عرش الرحمن
عرش الرحمن اهتز عند وفاة الصحابي الجليل سعد بن معاذ، وهذا الحدث قد ذكر في أحاديث متعددة منها حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ” ويشتهر سعد بن معاذ بمناقب كثيرة، فقد كان سيد كبيراً وشهيد ومن أوائل الذين أسلموا وكان يعد من السابقين وتاريخه مليء بالمواقف البطولية كما جاء ذكره في كتب السيرة والحديث،
أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير، وعندما أسلم دعا قومه إلى الإسلام بكل إقناع وثبات وكان من أولى المستقبلين للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وشهد العديد من المعارك مع المسلمين بما في ذلك معركة بدر ورغم أنه أصيب في معركة الأحزاب بجرح شديد، إلا أنه تمنى أن يحيا حتى يحكم بنو قريظة، وقد حقق الله له ذلك وتوفي سعد بن معاذ في السنة الخامسة من الهجرة ودُفن في المقبرة البقيع، وكان عمره آنذاك 37 عاماً.
باختصار تظهر قصة سعد بن معاذ رضي الله عنه مدى عظمته وتفانيه في خدمة الإسلام والمسلمين وكانت وفاته حدثاً يعتبره المسلمون من بين أعظم الأحداث، حتى اهتز عرش الرحمن تأثراً بها ولقد كان سعد بن معاذ رمزًا للإيمان والشجاعة، ومثالًا للتضحية والإخلاص ولنستلهم من حياته النبيلة ونسعى لتحقيق ما حققه من عظمة ونجاح في خدمة ديننا ومجتمعنا.