اكتشف حقائق صادمة حول ما هي البيدوفيليا مفهوم يحجب وراءه أسراراً مظلمة ومقلقة

اكتشف حقائق صادمة حول ما هي البيدوفيليا مفهوم يحجب وراءه أسراراً مظلمة ومقلقة

تُعد ملفوظة البيدوفيليا من المواضيع الجدلية التي تشغل بال الكثيرين، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأخلاق والمجتمع،الأبعاد النفسية والاجتماعية المرتبطة بهذا الاضطراب تجعل من الضرورة بمكان التعمق في مفهومه،إن التعرف على أسباب وأعراض البيدوفيليا، وما إذا كان هذا الاضطراب يمثل خطرًا حقيقيًا على المجتمع، هي من الأمور التي ينبغي الخوض فيها للتوعية وتقديم العلاج،من خلال هذا المقال، سوف نستعرض معلومات أوفى حول البيدوفيليا وتبعاتها النفسية والاجتماعية.

ما هي البيدوفيليا Pedophilia

في البداية، يجب علينا أن نفهم أصل كلمة “بيدوفيليا” والذي ينتمي إلى أصل يوناني،حيث أن البيدوفيليا تستمد جذورها من كلمة “بيدو” التي تعني الطفل، و”فيليا” التي تعني الحب، مما يعطي معنى يتجاوز مجرد الانجذاب، ليعبر عن هوس أو شغف قهري تجاه الأطفال،ويشير المصطلح الطبي إلى اضطراب عشق الأطفال المعروف بـ Pedophilic Disorder، وهو أحد أشكال الانحراف الجنسي الذي يُصنف في الفئة الأوسع من اضطرابات البارفيليا.

تشير التقديرات إلى أن البيدوفيليا تُعد من أكثر الاضطرابات المثيرة للجدل،إذ يُعرّفها الدكتور راي برانجارد على أنها التخيلات والأفعال المرتبطة بأنشطة جنسية مع أطفال لا تتجاوز أعمارهم الثلاثة عشر عامًا، مما يمثل تحديًا كبيرًا للمجتمعات بسبب أبعادها الاجتماعية والنفسية العميقة.

هناك نوع آخر من هذا الاضطراب يُعرف بمشتهي الأطفال، وهو يشير إلى الأفراد الذين يشعرون بميول جنسية تجاه الأطفال دون سن 13 عامًا، مما يميزهم عن الأفراد الذين يرتكبون الاعتداءات الجنسية الفعلية.

يعتبر أحد معايير تشخيص البيدوفيليا أن الأشخاص الذين يعانون منها يجب أن يشعروا بإثارة جنسية عند تواجدهم مع أطفال دون سن الثالثة عشر، على أن يكونوا في نفس الوقت فوق سن الثامنة عشرة،من المهم أن نفهم أن مريض البيدوفيليا لا يعاني من أي شعور بالإثارة تجاه من هم في نفس سنيهم أو تجاه البالغين، بل يقتصر اهتمامهم بشكل قاطع على الأطفال.

الأمراض المصاحبة للبيدوفيليا

عند النظر في قضية البيدوفيليا، نجد أن الأبحاث تكشف عن أن الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب قد يُظهر علامات أخرى من الاضطرابات النفسية والسلوكية،فقد يعاني البعض من تقلبات مزاجية حادة، وهي سمة شائعة بين المرضى،بالإضافة إلى ذلك، تظهر الأدلة أن مريض البيدوفيليا قد يتجه إلى تعاطي المخدرات،في الواقع، تشير الدراسات إلى أن بعض الفئات المتضررة من هذا الاضطراب تعاني أيضًا من هوس السرقة، المعروف باسم Kleptomania، وهو اضطراب يدفع الفرد إلى سرقة أشياء لا يحتاجها.

  • نحو 70% من المرضى يُظهرون رغبة قوية في التعري كوسيلة لاستقطاب الانتباها بحيث تُعزز هذه الرغبات التوجه الجنسي نحو الأطفال.
  • هناك أيضًا علاقة ملحوظة بين البيدوفيليا واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، حيث يعاني بعض المصابين باضطراب الشخصية من هذا الانحراف.
  • اضطراب الوسواس القهري هو أيضاً شائع بين هؤلاء المرضى، مما يعقد مسألة العلاج.

ومرّة أخرى، يظهر أن الأعراض المعرفية تلعب دورًا مهمًا، إذ تشمل الإنكار أو عدم القدرة على وصف السلوكيات بشكل دقيق، وذلك قد يتسبب في تعقيد السلوكيات الناجمة عن البيدوفيليا.

أسباب البيدوفيليا

لا يزال العلماء يبحثون لمعرفة الأسباب الحقيقية المؤدية إلى اضطراب البيدوفيليا،بالرغم من أن الباحثين لم يجدوا أسباب بيولوجية أو هرمونية مباشرة، إلا أنهم حددوا عدة عوامل محورية قد تسهم في تطور هذا الاضطراب،هذه تشمل العوامل الجينية، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود أنماط شاذة في النشاط الدماغي لدى بعض المصابين.

  • من جهة أخرى، فإن التجارب والخبرات المبكرة للطفولة تُعتبر ذات تأثير كبير على تطور مثل هذه الانحرافات، حيث تظهر بعض الدراسات أن الأطفال معرضون لاهتمامات جنسية في سن مبكر، مما قد يؤدي إلى أضرار نفسية عميقة.

كما أن التجارب السلبية، بما في ذلك التعرض للتحرش خلال الطفولة، تعتبر أيضًا عاملاً محوريًا في تطوير الاضطرابات الجنسية،وهناك أبحاث تظهر علاقة بين الحرمان الاجتماعي والجنسي وبين تطوير السلوكيات المنحرفة.

أعراض البيدوفيليا

تظهر أعراض المرض بشكل واضح على الأفراد الذين يعانون من البيدوفيليا،وفقًا للمعايير التشخيصية، هناك مجموعة من الأعراض التي تميز هؤلاء الأفراد عن غيرهم، ومنها

  • التخيلات الجنسية المتعلقة بأطفال أقل من ثلاث عشرة عامًا.
  • سلوكيات غير طبيعية تظهر نتيجة لهذه الرغبات.
  • تقلبات مزاجية متكررة ترتبط بمشاعر الحزن والقلق بسبب الانجذاب نحو الأطفال.

البيدوفيليا بين المرض العقلي والنفسي أو الميول الجنسية

تباينت آراء الأطباء والنفسانيين حول تصنيف البيدوفيليا، هل هي مرض عقلي أم نفسي أم مجرد ميول جنسي،يستند الجدل على حقيقة أن المصاب، في حال تفعيل تخيلاته، قد يشكل خطرًا على الأطفال و المجتمع،بينما فريق آخر يراها مجرد ميول لا يتعين معاقبته إلا حين يتم تنفيذ تلك الرغبات.

  • بعض المهتمين بالمجال يرون أن من حق الأفراد الاعتراف برغباتهم، فإن لم يتسببوا بأذى للآخرين، فلا داعي للعقاب.

في سياق هذا النقاش، نجد أيضًا إشارات إلى صفات شائعة بين مريضي البيدوفيليا، مثل انخفاض مستوى الذكاء مقارنة بنظرائهم، و الميل لاستخدام اليد اليسرى.

  • تشير الأبحاث إلى أن نسبة المادة الرمادية في الدماغ تعاني من خلل، مما قد يشير إلى اختلالات في مناطق الإثارة.

دراسة علمية حول البيدوفيليين

أجرى الدكتور يورجه بونستي تجربة على مجموعة من الأفراد تضم 24 مصابًا بالبيدوفيليا و32 شخصًا طبيعيًا، حيث عُرضت عليهم صور لرجال ونساء وأطفال،أظهرت النتائج وجود نشاط دماغي قوي بمناطق الإثارة لدى المصابين بالبيدوفيليا، على عكس الأشخاص العاديين الذين أظهروا استجابة إيجابية عند رؤية صور البالغين.

نسبة البيدوفيليا بين الرجال والنساء

في معظم الحالات، تظهر الدراسات أن انتشار البيدوفيليا أكثر شيوعًا بين الرجال، حيث تتراوح النسبة بين 3% و5% مقارنة بالنساء،ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي تم توثيقها والتي تبين أن النساء أيضًا يمكن أن تكون لديهن ميول مشابهة.

بيدوفيليا النساء

على الرغم من ندرة حالات البيدوفيليا بين النساء، إلا أن هناك شواهد على تأثير هذه الظاهرة، حيث اعترف العديد من الرجال بأنهن تعرضوا لممارسات غير صحية من قبل قريباتهم في الطفولة، مما أثر سلبًا على تطورهم النفسي والاجتماعي.

علاج البيدوفيليا

يمثل علاج البيدوفيليا تحديًا كبيرًا، إذ يعتمد الأطباء على مزيج من العلاجات النفسية والسلوكية، بالإضافة إلى العلاج الدوائي،ورغم تتبع العديد من الطرق العلاجية، لا يمكن لأي علاج بالتأكيد أن يزيل الشعور القهري تجاه الأطفال،بل يتطلب الأمر من المريض الرغبة الحقيقية في علاج نفسه.

أولاً العلاج النفسي أو السلوكي للبيدوفيليا

يتحقق العلاج السلوكي عبر تمكين المريض من فهم رغباته الجنسية والسعي للسيطرة على اندفاعاته،غالبًا ما يتم استخدام تقنيات مثل التعريض مع تعزيز مشاعر النفور تجاه الأفكار المسببة للإثارة.

أظهرت بعض الدراسات فعالية هذه الطرق على المدى القصير، ولكن نتائجها على المدى الطويل ما تزال قيد البحث.

ثانيًا العلاج الدوائي للبيدوفيليا

تكمّل الأدوية العلاج السلوكي من خلال تقليل مستويات هرمون التستوستيرون، مما قد يساعد في تقليل الانفعالات الجنسية على المدى القريب،يتطلب العلاج الدوائي مراقبة دقيقة من الأطباء المعالجين.

كيفية حماية الأطفال من البيدوفيليا

أصبح حماية الأطفال من خطر البيدوفيليا أمرًا بالغ الأهمية،يمكننا اتخاذ خطوات عدة لحماية الأطفال، منها

  • تعليم الأطفال في المدارس والأسر عن مخاطر التحرش والانحرافات.
  • تنمية الوعي حول كيفية النمو الجنسي السليم من خلال الأسرة.
  • توفير تربية دينية سليمة ترسخ حب الأطفال وتحميهم من الممارسات الخاطئة.

من الضروري أن نؤكد على أن التربية السليمة ورعاية الأطفال بشكل جيد تلعبان دورًا بارزًا في حماية الأجيال القادمة من المخاطر النفسية والاعتداءات النفسية.