تعتبر الأضحية من العبادات المهمة في الإسلام، حيث يتم ذبح الأضحية في عيد الأضحى كتعبير عن الشكر لله سبحانه وتعالى،تتطلب هذه العبادة الالتزام بشروط معينة تضمن قبولها من الله،في هذا المقال، سنستعرض الشروط المطلوبة للأضحية من الغنم، سواء كانت ذكرًا أم أنثى، وفقًا لما ورد في السنة النبوية وأقوال الفقهاء،سنلقي نظرة على أهمية الالتزام بهذه الشروط وما يترتب على عدم مراعاتها.
شروط الأضحية من الغنم ذكر أم أنثى
استنادًا إلى تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد حدد العلماء العديد من الشروط التي يجب الالتزام بها عند اختيار الأضحية،ومن الضروري أن يتم التأكد من أن الذبيحة تتوافق مع هذه الشروط لضمان قبول الأضحية،فيما يلي هذه الشروط المطلوبة
1- أن تكون في سن مناسب
يجب أن تكون الأضحية من الغنم في سن مناسب،إذا كانت من الضأن، يجب أن تكون جذعة، أي تكون في عمر لا يقل عن ستة أشهر،أما بالنسبة للمعز، يجب أن تكون ثنية، أي في عمر سنة أو أكثر،يعتبر الضأن هو الغنم الذي يتميز بصوفه، مثل الخراف.
2- ألا يكون بها عيب
يجب أن تكون الأضحية خالية من أي عيوب تؤثر على قيمتها أو تفسد لحمها،لا نقصد هنا العيوب البسيطة، بل العيوب الواضحة التي تمنع الأضحية من كونها مقبولة شرعًا، مثل العور أو العرج أو الهزال الشديد، إذ يجب مراعاة عدم وجود أي علامات تدل على ضعفها أو مرضها.
3- أن تكون الأضحية من قبل شخص واحد
من الشروط الأساسية أن يقوم شخص واحد بالتضحية، ولا يجوز المشاركة في الأضحية من الغنم،الإمام مالك ذكر أن الأضحية يجب أن تكون من صاحب المنزل لأسرته، ولكن يستحب لكل فرد أن يضحي بشاة خاصة به،فبين الحنابلة، الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت ككل، لكن الشافعية يعتبرونها لا تجزئ إلا عن شخص واحد فقط، بينما الحنفية يعتقدون أن الشاة الواحدة تكفي للجميع.
4- أن تكون الأضحية ملك المضحي
من الضروري أن تكون الأضحية مملوكة للشخص الذي يقوم بالتضحية، وعدم التصرف بها من قبل الآخرين دون إذن،لذا، يجب أن يتمتع المضحي بجميع الحقوق القانونية للأضحية،ولا يجوز ذبح الأضحية التي تم الحصول عليها من خلال وسائل غير مشروعة مثل الغصب أو السرقة، وذلك لأن ذلك يعتبر خطيئة.
5- أن تتم التضحية في الوقت المحدد شرعًا
يحتسب الوقت المناسب للتضحية بالأضحية ابتداءً من أول أيام عيد الأضحى، بعد صلاة العيد مباشرة، ويستمر حتى اليوم الرابع قبيل غروب الشمس، أي حتى اليوم الثالث من أيام التشريق،ولكن هناك استثناءات للأشخاص الذين يتأخر ذبحهم لأسباب قاهرة وغير متوقعة، مثل فشل الأضحية في الحضور في الوقت المحدد.
آراء الأئمة في شروط الأضحية من الغنم
- حدد الله لنا أنواعًا معينة من الحيوانات للأضحية، والتي تشمل الإبل، البقر، والغنم، وهذا ما نحتاجه للامتثال لتوجيهات الدين.
- تتنوع آراء الفقهاء، حيث يفضل المالكية الأضاحي بحسب الترتيب الغنم الفحل، ثم الأنثى، ثم الماعز، ثم البقر، ثم الإبل، مع تفضيل الذكور على الإناث.
- أما الحنابلة والشافعية، يرون أن الأضحية من البعير أفضل من البقر نظراً لكمية اللحم، بينما الضأن هو الأفضل من المعز.
- إذا كانت تكلفة شراء البقرة تساوي ثمن الشاة، يُفضل شراء الشاة، أما إذا كانت تكلفتها أقل، فإن المشاركة في شراء البقرة تكون أفضل.
- في حال اختيار الغنم كأضحية، من المستحسن أن تكون الكبش، كون الرسول صلى الله عليه وسلم قد ضحى بها.
العيوب التي تمنع من ذبح الأضحية
ينبغي معرفة العيوب التي تجعل الأضحية غير مقبولة،حيث اتفق الفقهاء على أن الأضحية يجب ألا تحتوي على عيوب واضحة،ومن ضمن تلك العيوب
1- العيوب المتفق عليها بين العلماء
تشمل العيوب التي تمنع ذبح الأضحية أربعة معايير، وهي العوراء التي لا ترى، المريضة التي تتضح فيها علامات المرض، العرجاء التي تعاني من عدم القدرة على المشي بشكل صحيح، والعجفاء التي تكون ضعيفة وهزيلة ولا تحتوي على لحم كافٍ،وقد ورد ذلك في الحديث الشريف.
البقرة العوراء
تعاني من فقدان بصر في إحدى عينيها، ولا تعتبر مقبولة إلا إذا كانت غير مؤثرة على قدرتها على الرعي وأداء مهامها.
البقرة المريضة
إذا كانت مريضة بمرض ظاهر مثل الأمراض الجلدية، فلا يجوز ذبحها حتى يتم الشفاء.
البقرة العرجاء
يجب التأكد من أن العرج دائم أو مؤقت،وإذا كان نتيجة كسر أو إصابة، فلا تجزئ الأضحية.
البقرة العجفاء
الهزيلة المتقدمة في العمر غير مقبولة، حيث تفقد الوزن وتصبح غير صالحة للاستهلاك.
2- العيوب المختلف فيها بين العلماء
توجد عيوب أخرى يختلف فيها العلماء، مثل الهتماء التي تفقد ثناياها، حيث يجب التأكد من تأثير ذلك على قدرتها على تناول الطعام،كما أن العضباء التي تفقد قرونها، والبتراء التي تفقد ذيلها، تعتبر من العيوب التي اشتركت فيها آراء عديدة.
شروط الأضحية عند الذبح
للقيام بالذبح، يجب الالتزام بشروط معينة تعكس الرحمة وجودة الذبح،هذه الشروط تشمل النية والإخلاص لله، استخدام أداة حادة وسريعة، عدم مشاهدة الذبيحة لأداة الذبح، وذبح الإبل بطريقة النحر، مع استجابة لأسلوب الذبح السليم، وضمان تدفق الدم بشكل مناسب.
كيفية تقسيم الذبيحة في العيد
وفقًا للإجماع بين العلماء، ينبغي تقسيم لحم الأضحية على ثلاث أجزاء ثلث للمضحي وأسرته، وثلث للأقارب والأصدقاء، وثلث للفقراء والمحتاجين،ويُمنع بيع أي جزء من الأضحية أو ادخارها لوقت لاحق،يجب أن تتم بطريقة صحيحة لتكون الأضحية مقبولة.
في ختام المقال، يمثل ذبح الشاه كأضحية إدارة مهمة تتطلب التقيد بالشروط المحددة لضمان قبولها من الله،يعتبر هذا الفعل رمزًا للعبادة والطاعة، ويجب علينا أن نفهم الشروط وأهمية الالتزام بها،نرجو من الله أن يسهل لنا جميعًا هذه العبادة ويجعلنا ممن يتقبل منهم.
الأسئلة الشائعة حول الأضحية من الغنم
ما هي العيوب التي تمنع الأضحية العيوب التي تمنع الأضحية هي العوراء، المريضة، العرجاء، والعجفاء.
هل يمكن التضحية بشاه غير مملوكة لي لا يجوز التضحية بشاه ليست ملكك، إلا إذا حصلت على إذن من مالكها.
ما هو الوقت المحدد للتضحية يبدأ الوقت من أول أيام عيد الأضحى حتى اليوم الرابع قبيل غروب الشمس.
هل يجوز إطعام غير المسلمين من الأضحية نعم، ويمكن توزيعها على جميع المحتاجين بغض النظر عن دينهم.