العلاج بلا حول ولا قوة إلا بالله خطوة نحو الشفاء والإيمان في أصعب اللحظات

يعتبر علاج “لا حول ولا قوة إلا بالله” من أساليب العباد التي تجلب العديد من الفوائد الروحية والنفسية، حيث تعد هذه العبارة من أسرار الإيمان القوي التي تعزز الثقة بالله تعالى،بالتأمل في تلك الكلمات العظيمة، يجد العبد راحة وسكينة توصلها له، مما ينعكس إيجاباً على حياته بشكل عام،من خلال هذا المقال، سنستعرض فضائل علاج “لا حول ولا قوة إلا بالله” وتأثيره العميق على النفوس، إضافة إلى معانيها الروحية وأهميتها في حياة المسلم.

العلاج بلا حول ولا قوة إلا بالله

يجب أن يُذكر أن عبارة (لا حول ولا قوة إلا بالله) تحمل دلالات عميقة ومعاني قيمة، حيث تعتبر من مصادر السكينة والراحة النفسية للناس،كما تشير إلى أن الأمر كله بيد الله، وهو الذي يسير الأمور وفق مشيئته وعلامات الخير فيها، والتي تشمل

• توفير الراحة النفسية للعبد المؤمن في مختلف الظروف الحياتية.
• خلق بيئة من الطمأنينة داخل القلب، مما يسهم في تحسين الحالة النفسية.
• تعتبر تلك العبارة كنزًا ينبغي الحفاظ عليه، إذ تؤدي إلى رفع الدرجات في الجنة.

لعبت تلك الفوائد العظيمة دورًا هامًا في حماية المؤمن من الشدائد والشرور التي قد تعيقه، فمن يداوم على ذكرها يعيش في سعادة وطمأنينة، وسيفتح الله له أبواب الخير.

في مسيرته الدعوية، كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يحث أصحابه على ترديد “لا حول ولا قوة إلا بالله”،كما أوصى بها المسلمون للتوجه إلى الله عندما يواجهون الصعوبات والتحديات، ليكون ذلك سببًا في تخفيف آلامهم ورفع كروبهم،فعن أبي هريرة رضي الله عنه، روى الإمام أحمد أن النبي قال (أكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة).

بجانب ذلك، أكد العلماء، عبر الأجيال، أن “لا حول ولا قوة إلا بالله” تُعتبر من الكنوز القيمة التي من الأفضل تعلمها واستثمارها في حياتنا اليومية لذخائر الآخرة.

معنى قول لا حول ولا قوة إلا بالله

عندما يتأمل المسلم في عبارة “لا حول ولا قوة إلا بالله”، يدرك أنها تحتوي على أبعاد رفيعة ومعاني سامية تفيض بالارتياح والهدوء،وقد اهتمام العلماء بتفسير معاني هذه العبارة العميقة للنفس البشرية،من بين هذه التفسيرات، نجد ما أورده ابن مسعود رضي الله عنه، حيث أكد أن المعنى العام يشير إلى عدم وجود قدرة على فعل شيء إلا بتوفيق الله ومغفرته.

أيضًا، يشير الأسلوب إلى كنه الفقر الحقيق الذي يجب أن يشعر به العبد أمام خالقه، بحيث لا يستطيع القيام بأي عمل مُراد إلا بإرادة الله وقوته،لذلك، يعكس قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” التضرع والخضوع لله سبحانه وتعالى.

فضل لا حول ولا قوة إلا بالله

عندما يدرك المؤمن فضل “لا حول ولا قوة إلا بالله”، سيحرص على ترديدها كجزء من أذكار يومه، حيث تعتبر مفتاحًا للنجاح في الدنيا والآخرة،كما تعد من الكلمات التي انفردت بجزيل الفوائد، ومنها

1- باب من أبواب الجنة

تشير الحوقلة إلى كونها بابًا من أبواب الجنة، كما نقل عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث قال النبي (ألا أدلك على باب من أبواب الجنة، قال وما هو قال لا حول ولا قوة إلا بالله).

2- هي غراس الجنة

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل في ليلة الإسراء والمعراج (مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، فما غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله).

3- أحب الكلام إلى الله

“لا حول ولا قوة إلا بالله” تُعتبر من أحب الأذكار إلى الله، وقد جاء في الحديث الشريف (ما على الأرض أحد يقول لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كُفّرت عنه خطاياه.)

4- من الباقيات الصالحات

عندما سُئل عثمان بن عفان رضي الله عنه عن المقصود بالباقيات الصالحات، فذكر أن من ضمنها (لا إله إلا الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله).

الحوقلة لقضاء الحوائج والعلاج

تُعتبر الحوقلة أداة حيوية تساعد المؤمن في حياته اليومية،على سبيل المثال، عند سماع الأذان والقدوم للصلاة، يُنصح بأن يُكرر العبد “لا حول ولا قوة إلا بالله”،فالاستعانة بالله تجعل ذكرها أسلوبًا لتعزيز الإيمان والشعور بالطمأنينة.

كما ورد في الحديث الشريف (من قال إذا خرج من بيته بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يُقال له هُديت وكُفيت ووُقيت، فيبتعد عنه الشيطان.)

يعكس قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” إدراك المؤمن بأنه لا قدرة له على فعل أي شيء دون عون الله،إن هذه العبارة تُعبر عن الخضوع والانكسار بين يدي الله والاعتراف بأن القوة والقدرة الكاملة له وحده.