تعتبر الظواهر الروحية، مثل الجن والعوارض الروحية، موضوعًا مثيرًا للاهتمام والدراسة، حيث تلعب هذه الظواهر دورًا هامًا في حياة الكثيرين،العارض هو نوع من الجن الذي يمكن أن يدخل جسم الإنسان نتيجة التعرض للسحر أو الحسد أو المس، مما يجعل الشخص يعاني من أعراض نفسية وجسدية جسيمة،إلى جانب ذلك، فإن الخروج من هذه الحالة يتطلب الكثير من العزيمة والتصميم، مما يجعل التجربة تجربة مليئة بالتحديات والصعوبات التي تحتاج إلى استسفار وعلاج،في هذا المقال، سوف أتناول تجربتي الشخصية مع حرق العارض وكيف أنني تمكنت من التغلب على هذه المحنة.
تجربتي في حرق العارض
إن مفهوم العارض في علم الروحانيات يعد أمراً بالغ الأهمية،العارض هو الجن الذي يتسلل إلى جسم الإنسان بسبب تعرضه للسحر الأسود أو حسد الآخرين،عند استعراض تجربتي، أدركت تمامًا أن هذا الكائن الروحي يمكن أن يُحدث تحولًا جذريًا في حياة الفرد،في بداية هذه المشقات، كنت بعيدة عن ذكر الله وأشارك في سلوكيات غير مرغوبة مثل الاستماع إلى الموسيقى ومشاهدة الأفلام، مما جعلني أكثر عرضة للإصابة بمثل هذا النوع من المس.
بدأت الأمور تسير نحو الأسوأ حيث شعرت بتغيرات كبيرة في سلوكياتي وأحاسيسي،كنت أعاني من مشاعر القلق والاكتئاب الشديدين وزادت معدلات توتري، مما اثر بشكل كبير على قدرتي على التركيز والنوم،ومن خلال هذه التجربة، اكتشفت أهمية الإيمان والعودة إلى مبادئ الدين والالتزام بالأذكار،لم يكن من السهل تمييز الأعراض، حيث كدت أكون ضحية لتغير شخصيتي وفقد السيطرة على أفكاري مما أصابني بالذعر.
في لحظة من اللحظات، أصبت بنوبة إغماء نتيجة للتشنجات التي أصابتني،هنا كان لدي شعور بأن العارض قد استقر في جسدي، مما دفعني للبحث عن المساعدة من أهل العلم،بعد الاستشارة، جاء شيخ متخصص في هذا المجال وتبين لي أنه يوجد في جسدي مس شيطاني، وهو ما لم أكن أؤمن به في بادئ الأمر،الأحداث التي مرت بي كانت تجارب غير معقولة ومتعبة، ولكنها كانت تتطلب العلاج الفوري.
بدأ الشيخ بعملية حرق العارض، حيث كانت الخطوة الأولى هي تلاوة آية الكرسي والمعوذتين جهرًا، خاصة بعد صلاة العشاء،عند قراءته لهذه الآيات، كنت أشعر بشعور غريب وخارجي يسيطر على جسدي، حيث تسارعت دقات قلبي وبدأت بالصراخ،الأمر الذي أكد لي أن العارض كان قويًا للغاية وأن خروجه لن يكون سهلاً،وقفت عائلتي بجانبي في هذه اللحظات الحرجة، وطلب منهم الشيخ قراءة الأذكار للمحافظة على سلامتهم من أي آثار أو أذى.
استمر العلاج لفترات طويلة تضمنت تلاوات متعددة، وكان كلما قرأ الآيات، كنت أشعر بتغيرات عميقة في حالتي الجسدية والنفسية،ومن التجارب التي مررت بها، أدركت مدى أهمية التحصينات اليومية وأهمية الالتزام بالعبادات،بفضل الله ثم بمساعدة الشيخ وعائلتي، تمكنت في النهاية من التخلص من هذه المحنة.
أعراض مس العارض
خلال تجربتي الشخصية مع حرق العارض، تبيّن لي أن الأعراض التي تظهر على الأشخاص المصابين تكون مميزة وتشير إلى وجود مس،تشمل هذه الأعراض استنشاق روائح كريهة، عدم الرغبة في تأدية الطاعات، ظهور نوبات صرع، وغيرها،إذا كان يجب على الشخص أن يكون واعيًا لأعراضه، فيجب أن ينتبه لما يمر به من تغييرات في السلوك والمزاج.
- خروج روائح كريهة من الجسم خاصة من الأعضاء التناسلية.
- عدم الرغبة في فعل الطاعات و حب الشهوات والمعاصي.
- كثرة النسيان بسبب التشتت والسرحان باستمرار.
- التغيرات المزاجية الملحوظة مثل الميل للعزلة وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
- الشعور بالضيق والقلق عند سماع القرآن.
- قد تظهر رغبة غير مبررة في الجلوس في أماكن معزولة.
- الشعور بالصداع المتكرر والمستمر.
- ارتفاع حرارة الجسم دون سبب طبي واضح.
- الرعشة التي تنال من الأطراف بشكل منتظم.
- في بعض الحالات، قد تحدث نوبات صرع مفاجئة.
أسئلة شائعة
هل يمكنني التخلص من العارض أثناء النوم
نعم، يمكنك التخلص من جن العارض أثناء النوم إذا كنت تتبع بعض الخطوات الأساسية مثل التوضؤ وقراءة الأذكار تاركًا بجانبك القرآن الكريم،
ما هو الفرق بين العارض والقرين
العارض هو جن يدخل الجسم من جراء المس أو السحر، بينما القرين هو مرافق لكل إنسان منذ ولادته ولا يمكن التخلص منه، بل يتطلب التعامل معه بالأذكار والمعرفة،
في النهاية، إن تجربتي في حرق العارض كانت تجربة مليئة بالتحديات والدروس القيمة،علمتني أهمية الإيمان والالتزام بالأذكار، حيث أن الإيمان والثقة بالله هما المفاتيح الرئيسية للخروج من هذه الأزمات الروحية،لقد اختبرت عن كثب مدى قوة الجن وكيف يمكن أن يؤثر على حياتنا، ولكن بالإرادة والتضرع لله، كل شيء ممكن،آمل أن تكون تجربتي قد أفادتكم وألهمتكم للبقاء قريبين من الله والتزامكم بالتحصينات اليومية.