تُعد حياة المعمرة اليمنية رقية أحمد عبدالجبار الأموي، التي توفيت مؤخرًا عن عمر يناهز 110 أعوام، نموذجًا حقيقيًا يُجسد الصمود والعطاء في وجه التحديات الزمنية والاجتماعية،لقد عاصرت رقية أحداثًا تاريخية متعددة وشهدت تحولات كبيرة في المجتمع اليمني، بدءًا من الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا،إن وفاتها تترك فراغًا كبيرًا في قلوب المواطنين، الذين يرون في مسيرتها حياة مليئة بالتضحيات والمحبة،هذه المقالة ستركز على أهم ملامح حياتها وتأثيرها في مجتمعها.
حياة مليئة بالعطاء والمحبة
عُرفت رقية في قريتها بأنها شخصية ملهمة ومربية فاضلة،كانت تُعتبر أمًا للجميع، وتعمل على تقديم الدعم والمساعدة لكل من يُقبل عليها،تعكس قصتها طابع الكرم الذي يُميز المجتمع اليمني، حيث كانت تسعى دائمًا لجعل زائريها يشعرون بالسرور،لقد جعلها هذا السلوك الحنون نموذجًا يُحتذى به في مجتمعها، حيث تركت أثرًا إيجابيًا في نفوس العديد من الأشخاص.
عاصرت حقبًا تاريخية متعددة
ولدت رقية في فترة عززت من معرفتها بالأحداث التاريخية المتتالية في اليمن،عاصرت أوقاتًا متعددة من حكم الإمامة إلى الجمهورية، وشهدت الأخطار والتغييرات السياسية والاجتماعية التي مر بها البلد،هذه التجارب جعلتها تجمع بين الحكمة والخبرة، حيث نقلت هذه القيم للأجيال التي تلتها،يشهد الكثيرون على تأثير حياتها الطويلة في سلوكيات الأفراد داخل المجتمع.
وفاة رقية الأموي
عند وفاة رقية الأموي، فقدت مديرية المعافر شخصية فريدة ومحبوبة، تجسد القيم النبيلة للمرأة الريفية اليمنية،لقد كانت حياتها مليئة بالتحديات والصعوبات، لكن قوتها وعزيمتها كانت دائمًا أقوى،إن رحيلها لا يُعتبر خسارة فقط لعائلتها وأصدقائها، بل لمجتمع بأسره يحمل ذكرى هذه المرأة المميزة،إن حياتها التي امتدت لقرن من الزمن تُعتبر إرثًا تُخلده الأجيال القادمة، إذ تظل قصتها مصدر إلهام للجميع.