من هو عبد القدير خان السيرة الذاتية الكاملة وأبرز المعلومات المذهلة عنه التي ستدهشك!

تاريخ العلم والاختراعات يشهد على الكثير من الشخصيات البارزة التي شكلت مسارات تطور العلوم، خاصةً في مجالي الفيزياء والكيمياء،يعتبر العالم الباكستاني عبد القدير خان واحدًا من أبرز العلماء الذين كان لهم دور كبير في تقدم هذه المجالات، بل وأصبح رمزًا للإنجاز العلمي في بلاده، حيث ساهم في تأسيس البرنامج النووي الباكستاني،في هذا المقال، سنتناول تفاصيل حياة وإنجازات عبد القدير خان، من نشأته إلى إسهاماته الكبيرة، والتي لا تزال تثير النقاشات حتى اليوم.

من هو عبد القدير خان

يعد عبد القدير خان من أبرز العلماء الباكستانيين، حيث عُرف بدوره الكبير في مجال الفيزياء النووية،وُلد في بوبال، الهند في عام 1936 في فترة وقوعها تحت الاحتلال البريطاني، وهو يعتبر الأب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني والمؤسس الجوهري للقنبلة النووية الأولى في بلاده،في مسيرته الأكاديمية، تميز بفهم عميق لعلم الفلزات والسبائك، مما مهد السبيل أمامه للمساهمة في واحد من أهم الإنجازات العلمية في التاريخ الباكستاني.

وُلِد عبد القدير خان لعائلة متدينة، حيث تعلّم على يد والده عبد الغفور خان، الذي كان معلمًا متقاعدًا قدم له تجربة تعليمية غنية،كما كانت والدته، زليخة بيخوم، تشجعه على الالتزام بالتعاليم الدينية، مما أسهم في تشييد مبادئه الأخلاقية والدينية،هذا الجو العائلي كان له تأثير عميق على نشأته وتنميته الشخصية والعلمية.

دراسة عبد القدير خان

بعد إتمام دراسته في المدرسة الثانوية، هاجر خان إلى باكستان في عام 1952 بحثًا عن فرص أفضل ليُكمل تعليمه،توفي والده في بوبال في عام 1957، وكان خان قد اختار الاستقرار في باكستان،أكمل دراسته في كلية دیارام جيته للعلوم بجامعة كراتشي وتخرج منها في عام 1960، ليبدأ بعدها مسيرته العملية المميزة التي شهدت العديد من المناصب والتحديات.

بدأت مسيرته كموظف حكومي، حيث شغل وظيفة مفتش للأوزان والقياسات،ورغم انطلاقته المتواضعة، كانت لديه طموحات كبيرة توجهت به نحو آفاق العلم والابتكار،هذا الحماس ساعده في استكشاف أبعاد جديدة في مجال دراساته، فتوجه إلى أوروبا ليكمل تعليمه العالي.

رحلة عبد القدير خان في أوروبا

انطلق خان إلى أوروبا لاستكمال دراساته العليا، حيث درس لمدة سنتين في جامعة برلين التقنية، قبل أن يحصل على درجة الماجستير من جامعة دلفت التكنولوجية في هولندا في عام 1967،بعد ذلك، حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة من الجامعة الكاثوليكية في لوفين، بلجيكا عام 1972،خلال هذه الفترة، اكتسب خبرات عملية قيمة تنذري عن مستقبل مشرق لبرنامجه النووي في باكستان.

عمل خان بعد حصوله على الدكتوراه في شركة “إف دي أو” الهندسية الهولندية، حيث كان لديه دور بارز في العمليات المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وهو ما كان أساسًا لتأسيس البرنامج النووي الباكستاني لاحقًا، مما جعله عنصرًا حيويًا في تحقيق الأمن العلمي لبلاده.

مرض ووفاة عبد القدير خان

تعرض عبد القدير خان لمشاكل صحية في السنوات الأخيرة من حياته، حيث تم تشخيصه بمرض سرطان البروستاتا في أغسطس 2006، وتمت عملية جراحية لاستئصال الورم في مستشفى كراتشي،على الرغم من الشائعات بشأن صحته، استمر في التأثير على المجال النووي حتى السنوات الأخيرة،ومع ذلك، تعرض لوعكة صحية في مارس 2008 ونُقل إلى مستشفى إسلام أباد.

في نهاية المطاف، توفي عبد القدير خان في 10 أكتوبر 2021، بعد معاناته من فيروس كورونا والتي أدت لتدهور حالته الصحية،ترك وراءه إرثًا علميًا مهمًا، وتبقى ذكراه حية في قلوب الكثيرين الذين رأوا فيه رمزًا للتقدم والنجاح الباكستاني في مجال العلوم.

في ختام هذا المقال، نجد أن عبد القدير خان قد أسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة باكستان على الساحة العلمية الدولية،تظل إنجازاته شاهدة على الإمكانيات البشرية في اختراع وتطوير التقنيات الحديثة، مما يجعله مصدر إلهام للأجيال القادمة في سعيهم نحو تحقيق الأهداف العلمية،لقد كان حقًا رمزًا للعلم والتفاني.