اضطرابات الصحة النفسية تعد من الموضوعات الحيوية التي تحتاج إلى اهتمام واسع، حيث أنها تمثل جانبًا هامًا من جوانب الحياة الصحية،بين هذه الاضطرابات، يظهر اضطراب الشخصية الحدية بشكل بارز، مما قد يؤثر على كل من يعاني منه بشكل عميق،لذا، من المهم أن نفهم هذا الاضطراب أكثر، ونستعرض سويًا الأعراض، والأسباب، والاستراتيجيات العلاجية، لضمان تقديم الدعم اللازم للمصابين به وعائلاتهم،في هذا المقال، سنستعرض معلومات شاملة حول اضطراب الشخصية الحدية وأهم جوانبه.
ما هو اضطراب الشخصية الحدية (BPD)
اضطراب الشخصية الحدية، والذي يُعرف باللغة الإنجليزية باسم Borderline Personality Disorder (BPD)، يُعد واحدًا من الاضطرابات النفسية المعقدة،يعاني المصابون بهذا الاضطراب من تقلبات مزاجية حادة وشديدة، تؤثر سلبًا على استقرارهم العاطفي وعلاقاتهم الاجتماعية،هذا الاضطراب قد يجعل الأفراد عرضة للشعور بالخوف من الرفض أو الهجر، مما يؤدي إلى تصرفات اندفاعية وغير مألوفة،كذلك، قد يواجه الشخص صعوبة في إدارة مشاعره، مما قد يجعله عرضة للغضب المفرط أو الإيذاء الذاتي،كثير من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لا يدركون حقيقة حالتهم، مما يزيد من تعقيد هذا الاضطراب.
ما هي أسباب اضطراب الشخصية الحدية
يوجد العديد من العوامل والأسباب التي تسهم في ظهور اضطراب الشخصية الحدية،من بين هذه العوامل
- الصدمات النفسية وسوء المعاملة في الطفولة تشير الدراسات إلى أن حوالي 70% من المصابين بهذا الاضطراب قد تعرضوا لصدمة جنسية، أو عاطفية، أو جسدية في مراحل مبكرة من حياتهم،كما أن حالات الطلاق وضعف الروابط العاطفية بين الأمهات وأبنائهن تلعب دورًا مهمًا.
- العوامل الوراثية يُظهر التحليل أن اضطراب الشخصية الحدية قد يظهر بشكل متكرر في بعض العائلات، مما يشير إلى وجود رابط وراثي محتمل.
- التغيرات العضوية في الدماغ بعض الأبحاث تشير إلى أن اضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يرتبط بتغيرات معينة في بنية الدماغ، مما يؤثر على قدرة الشخص في السيطرة على مشاعره وسلوكياته.
ما هي أعراض اضطراب الشخصية الحدية
من المهم أن نكون على دراية بالأعراض التي قد تشير إلى وجود اضطراب الشخصية الحدية، ومنها
- الخوف المفرط من الهجر قد تشعرين دائمًا بأنك ستفقدين الأشخاص المقربين منك، مما قد يجعلك تبذلين جهدًا مفرطًا في الحفاظ على العلاقات.
- عدم استقرار العلاقات تميل العلاقات إلى أن تكون قصيرة الأجل، وغالبًا ما تتسم بالتوتر والخلافات السريعة.
- صورة ذاتية غير مستقرة يعاني الشخص من تغييرات ملحوظة في كيفية رؤيته لنفسه، مما يجعله يشكك في هويته.
- شخصية متهورة السلوك المتهور يمكن أن يتضمن تصرفات خطيرة، مثل الافراط في تناول الطعام أو القيادة المتهورة.
- الإيذاء الذاتي يمكن أن يصبح الشخص مصابًا بأفكار انتحارية أو حتى يسعى للإيذاء الجسدي لنفسه.
- تقلبات عاطفية نوبات من السعادة تتبعها لحظات من الكآبة واليأس، على الرغم من أنها لا تدوم طويلاً.
- شعور بالفراغ الإحساس بنقص المعنى أو القيمة في الحياة قد يؤدي إلى البحث عن ممارسات ضارة مثل تناول الكحوليات.
- غضب شديد وسريع التصرفات الغاضبة قد تحدث دون إنذار، مما يتسبب في مشاعر عميقة من الذنب والندم.
- فقدان الاتصال بالواقع في أوقات التوتر العالي، يمكن أن يشعر الشخص بأنهم بعيدون عن الواقع أو في حالة من جنون العظمة.
نصائح للتعايش مع اضطراب الشخصية الحدية
إذا كنتِ تشعرين أنك تعانين من اضطراب الشخصية الحدية، فإن البحث عن المساعدة من متخصص يعد خطوة أولى مهمة،بالإضافة إلى ذلك، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التكيف والتعامل مع المرض
- تحديد ومراقبة المشاعر حاولي تسجيل مشاعرك وتحديد أنماطها، مما يساعدك على فهم أكثر لما تعانين منه.
- تقبل المشاعر من الضروري فهم أن مشاعرك هي مشاعر حقيقية، ويجب عليكِ قبولها.
- الاهتمام بالجسد من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، يمكنك تحسين صحتك العامة.
- ممارسة التأمل التقنيات مثل التأمل أو اليوغا قد تساعد في تقليل التوتر والقلق.
- تجنب المواد المسببة للتوتر على سبيل المثال، يجب تجنب الكحول والمخدرات، حيث يمكن أن تزيد من الأعراض.
- خلق شبكة دعم تأكدي من أن لديكِ دعمًا من الأصدقاء والممارسين الصحيين الذين يفهمون حالتك.
في الختام، إذا كنتِ تعانين من أعراض اضطراب الشخصية الحدية، فلا تترددي في السعي للحصول على مساعدة طبية متخصصة،الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، وفهم هذه الاضطرابات قد يسهم في تقديم الدعم الفعّال للأفراد وعائلاتهم، مما يسهل تحقيق التوازن النفسي والعاطفي في حياتهم.