يعتبر التسوق من الأنشطة المفضلة لدى الكثيرين، حيث ينطوي على الكثير من المتعة والإثارة،يتلذذ معظم الأشخاص بالشعور بالسعادة والفرح الذي يتبع عملية شراء شيء جديد، سواء كان ذلك في المتاجر المحلية أو عبر الإنترنت،ومع ذلك، قد تتحول هذه المتعة إلى نوع من الاعتماد القهري، مما يؤدي إلى تلك الحالة المعروفة بإدمان التسوق،إن إدراك مفاهيم واضحة حول إدمان التسوق ومؤشراته أصبح أمرًا حيويًا يساعد على تحسين جودة الحياة وتوازنها.
ما هو إدمان التسوق
عند الحديث عن إدمان التسوق، الأمر قد يبدو سطحيًا في البداية، لكن الخطر يكمن عندما تفقدين السيطرة على رغبتك في الشراء،في هذه الحالة، يتجاوز الأمر مجرد الشراء بهدف إرضاء الحاجات الشخصية، ليصبح نوعًا من الهوس يتطلب منك الشراء من دون تفكير،إن هوس التسوق يعد سلوكًا إدمانيًا يمكن أن يتسبب في تداعيات خطيرة على الفرد، ولذلك يجدر بك أن تكوني واعية لهذه الظاهرة وكيفية التحكم بها.
يُعرف إدمان التسوق، والذي يُطلق عليه أحيانًا “إدمان الشراء القهري”، بالشعور الملح والمتكرر بالضرورة في التسوق وإنفاق الأموال، حتى إذا لم يكن لديك حاجة فعلية لذلك،يُعزى هذا السلوك إلى إفراز مادتين كيميائيتين في الجسم، هما الدوبامين والسيروتونين، والتي تُسبب شعورًا بالمتعة والسعادة عند التسوق،ورغم أن هذه المشاعر قد تكون إيجابية في البداية، إلا أنها قد تؤدي إلى شعور بالخزي والندم بعد ذلك، مما يخلق حلقة مفرغة من الاعتماد على التسوق لتخفيف المشاعر السلبية.
ما هي علامات إدمان التسوق
هناك مجموعة من السلوكيات والعلامات التي تشير إلى أنك قد تكونين تعانين من إدمان التسوق،من المهم أن تكوني واعية لهذه العلامات، لأن التعرف على المشكلة هو الخطوة الأولى نحو العلاج،تشمل هذه العلامات
- تكدس خزانتكِ بالأغراض الجديدة إذا وجدت نفسكِ محاطة بأغراض جديدة لم تُستخدميها، فهذا يعد علامة على أنكِ تتاجرين لأغراض لا تحتاجين إليها في الأساس؛ مما ينبهك إلى ضرورة ة سلوكياتك الشرائية.
- شراء أشياء لا تحتاجينها إن كان التسوق لديك دائمًا يتجاوز الحاجات الأساسية، ويؤدي إلى شراء أغراض لا تحتاجينها أو أشياء لم تكن ضمن قائمة مشترياتك، فقد يكون لديك هوس التسوق。
- التسوق لعلاج المشاعر السلبية عندما تلجأين إلى التسوق كوسيلة للتخلص من مشاعر الاكتئاب أو الحزن أو الوحدة، فهذا يُعتبر إشارة واضحة إلى إدمان التسوق، حيث يُستخدم كبديل عن مواجهة المشاعر السلبية.
- الشعور بإثارة شديدة عند التسوق التعبير عن السعادة والفرحة بمجرد ابتياعك لأي غرض يمثل دلالة على الإدمان، حيث يجب أن تفرق بين السعادة المرتبطة بالتسوق والشعور بالمتعة الحقيقية.
- الشعور بالندم بعد التسوق إذا كنت تشعرين بالذنب أو المخاوف المالية بعد القيام بعمليات شراء، فهذا يعتبر علامة واضحة على أنك بحاجة لة سلوكياتك الشرائية.
- الشعور بالقلق عند عدم التسوق الإحساس بعدم الراحة عندما لا تتسوقين يُظهر أن التسوق أصبح عنصراً لا يتجزأ من حياتك، مما يسلط الضوء على الإدمان.
- عدم وجود خطة شراء معينة إن كونك غير قادرة على الالتزام بخطة معينة لمشترياتك، قد يؤدي بدوره إلى أزمات مالية أو تفاقم في وضعك المالي.
- عدم الاهتمام بالهوايات والأنشطة الأخرى إذا كنت مشغولة بالتسوق طوال الوقت ولا تجدي الوقت لممارسة الأنشطة العديدة الأخرى في حياتك، فهذا قد يُظهر انغماسك القهري في التسوق.
كيفية علاج إدمان التسوق
على الرغم من أن مشكلة إدمان التسوق قد تبدو بسيطة، فإنه من الضروري التعامل معها بجدية،هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها للتقليل من تأثير هذه العادة لديك
- حددي السبب وراء إدمانك للتسوق عليك أن تحاولي فهم الدوافع التي تدفعك للشراء،سجلي مشاعرك بكل عملية شراء، ما إذا كنت تشعرين بالفراغ أو الغضب، من أجل التعرف على الأنماط والسلوكيات التي تحفز رغبتك.
- تأكدي أنك بالفعل تحتاجين ما تتسوقينه قبل القيام بأي عملية شراء، تأكدي دوماً من الضرورة الحقيقية للغرض،تقولي “لا” عند الشعور بالملل أو الكآبة، واستبدلي التسوق بأنشطة أخرى مفيدة.
- ابتعدي عن المغريات حاولي تجنب المتاجر أثناء العروض والتخفيضات، وأيضًا تجنبي المواقع الإلكترونية التي تجذبك للخروج من دائرة التسوق.
- احصلي على الدعم النفسي إذا استمررت في مواجهة صعوبة في السيطرة على رغبتك في الشراء، فلا تترددي في طلب المساعدة من مختص نفسي،فالإدمان على التسوق يتطلب دعمًا متخصصًا للتغلب عليه.
ما هي سلبيات إدمان التسوق
هناك العديد من السلبيات المترتبة على إدمان التسوق، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتكِ،إليك بعض هذه الآثار السلبية
- عدم القدرة على الإدخار إن الإقبال المستمر على الشراء سيؤثر حتماً على ميزانيتك، مما يجعل من الصعب توفير مبلغ للادخار لمستقبلك.
- التداين عندما تتجاوز الإنفاق حدود الممكن وقد تتورطين في الديون لضمان قدرتك على شراء ما تُريدين.
- تضييع الوقت التسوق يستنزف وقتك، سواء كان في المتاجر أو عبر الإنترنت، مما قد يؤثر على إنتاجيتك في أمور هامة أخرى في حياتك.
- تكدس الأغراض في منزلك مع مرور الوقت، قد تكتشفين أن أغراضك بدأت تتراكم بطريقة تؤدي إلى فوضى غير مرغوب فيها، مما يؤثر على راحتك النفسية.
في النهاية، يُعد التسوق نشاطاً ممتعاً يمكن أن يُحسن من الحالة المزاجية إذا تم بشكلٍ مستنير،ومع ذلك، عندما تتحول هذه المتعة إلى إدمان، فإن ذلك يشكل تحدياً يتطلب التعرف عليه ومعالجته،من الضروري أن نكون حذرين بشأن سلوكنا في التسوق ونعمل على معالجة أي علامة مشابهة لما ذُكر سابقاً،إذا كنت تعانين من علامات إدمان التسوق، يكون من الأفضل استشارة متخصص قبل أن يصل الأمر إلى مرحلة يصعب التحكم فيها.