تأثير التلفزيون على الأطفال كيف يمكن أن يشكل أذهانهم ويؤثر في مستقبلهم

تأثير التلفزيون على الأطفال كيف يمكن أن يشكل أذهانهم ويؤثر في مستقبلهم

إن تجربة الأمومة وتحمل المسؤوليات المتعلقة بتربية الأطفال تعتبر من أصعب المهام التي تواجهها الأمهات اليوم،فالاهتمام بالطفل الرضيع يتطلب انضباطًا كبيرًا وإخلاصًا لا محدود،تجدين نفسكِ ملزمة بجعل طفلكِ محور اهتمامكِ طوال الوقت، حيث يرتبط بكِ بشكل وثيق، وغالبًا ما يعبّر عن احتياجاته من خلال البكاء والصراخ،وقد يؤدي قلة النوم إلى شعوركِ بالإرهاق، مما يجعل استخدام التلفاز كوسيلة لتشتيت انتباه الطفل فكرة مغرية،لكن، ما تأثير التلفاز على الأطفال وما هو العمر المناسب لمشاهدته سيتم تناول هذه القضايا وغيرها في هذا المقال.

تأثير التلفزيون على الأطفال الرضع

تتعدد الأبحاث والدراسات التي تناولت موضوع تأثير مشاهدة التلفاز على الأطفال، والتي أظهرت أضرارًا جسيمة يمكن أن تلحق بالأطفال في مراحل نموهم،سنستعرض في هذه الفقرة أبرز هذه التأثيرات وكيف تؤثر على مستقبلهم.

التأثير على نمو الدماغ

يعد نمو الدماغ عند الطفل الرضيع أمرًا بالغ الأهمية، وفي حال تمت مشاهدته للتلفاز في سن مبكر، فإنه لن يحصل على أي استفادة حقيقية؛ وذلك لأنه في هذه المرحلة لن يكون لديه القدرة على فهم ما يشاهده،بدلاً من ذلك، سينجذب فقط نحو الألوان الساطعة والصور المتحركة، مما يعيق تقدمه في الأنشطة الحياتية الأساسية الضرورية للتواصل والنمو الفكري.

تأخر في النطق

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا في مشاهدة التلفاز يظهرون معدل انخفاض ملحوظ في عدد الكلمات المنطوقة خلال الساعة، حيث ينخفض العدد من 940 كلمة إلى حوالي 770 كلمة،يعود هذا إلى أن الأطفال يمضون وقتهم في مشاهدة برامج كرتونية، في حين كان يجب أن يكون هذا الوقت مُستغلًا لتطوير مهاراتهم اللغوية من خلال التفاعل المباشر، مما قد يؤدي إلى عواقب سلبية على نطقهم وسلوكهم الاجتماعي.

تؤثر العين

دائمًا ما يكون الأطفال أكثر انجذابًا للإضاءة الصادرة من التلفاز مقارنة بالبالغين، مما قد يؤدي إلى تهيج وألم في العينين لدى الصغار،إن التعرض المستمر للشاشات يمكن أن يسبب مشكلات مثل قصر النظر، مما يستدعي الحاجة إلى ارتداء نظارات طبية في المستقبل.

يقلل من الأنشطة

عندما يقضي الطفل وقتًا طويلاً في مشاهدة التلفاز، يقل الوقت الذي يخصص للأنشطة الممتعة والمفيدة التي تساهم في تطوير مهاراته الحركية والاجتماعية،فالتقليص من هذه الأنشطة يؤثر سلبًا على تطورهم العام وقدرتهم على التفاعل مع محيطهم.

يحدث تغيرات في عادات الأكل

أظهرت العديد من الدراسات أن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة العقل على إدراك الشبع،قد ينتج عن ذلك تعرض الطفل ل أو فقدان الوزن على المدى البعيد، الأمر الذي يؤثر على صحته العامة وتوازنه الغذائي.

تؤثر على النوم

يمكن أن تؤثر مشاهدة التلفاز على الروتين اليومي للنوم لدى طفلكِ،قد يسبب ذلك تقليل عدد ساعات النوم المتاحة، حيث يبقى الدماغ في حالة نشاط حتى بعد إغلاق التلفاز،كما أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشة يُقلل من إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون المسئول عن تنظيم دورة النوم.

ما هو العمر المناسب للطفل لمشاهدة التليفزيون

من المتفق عليه بشكل عام أنه ينبغي عدم السماح للأطفال تحت عمر 18 شهرًا بمشاهدة التلفاز،ومع بلوغهم 18 شهرًا، يُمكن أن يكون الأمر آمنًا ولكن تحت شروط معينة،بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 شهرًا، يُسمح لهم بالمشاهدة لكن لفترات محدودة،أما الأطفال الأكبر من عامين فيمكنهم مشاهدة التلفاز لمدة تصل إلى ساعة يوميًا، ولكن تحت إشراف الأهل لتجنب المخاطر المحتملة.

بدائل لمشاهدة التليفزيون

هناك العديد من البدائل التي يمكن للأمهات استخدامها كوسائل لجذب انتباه أطفالهن بدلاً من الاعتماد على التلفاز،وفيما يلي بعض الأفكار

  • اختيار ألعاب تقليدية تتضمن تفاعلات بين الأم والطفل، فمثلاً اللعب معًا باستخدام ألعاب تصدر أصواتًا.
  • من الجيد أن تشركي طفلكِ في أنشطتكِ اليومية، مثل الطهي، من خلال إعطائه ملعقة بلاستيكية ليقدر على اللعب.
  • توفير ألعاب آمنة مخصصة للأطفال، مثل المرايا الخاصة بهم وألعاب الألوان.
  • تعد القراءة نشاطًا مهمًا يدعم تطور النطق لدى الأطفال، يمكنكِ بدء القراءة لهم من عمر شهرين مع اختيار كتب ذات أحرف كبيرة ورسوم جذابة.
  • غناء الأغاني لطفلكِ بصوت عالٍ ومشجع، مع خلق جو ممتع يُشجعهم على المشاركة.
  • الإخراج مع الطفل في نزهات خارجية مثل الذهاب إلى الحديقة أو الشاطئ ليتفاعل مع الطبيعة والأصوات المحيطة، وهو أمر مفيد أكثر من مشاهدة التلفزيون.

هل هناك علاقة بين مشاهدة التلفزيون ومرض التوحد

حتى يومنا هذا، لا يوجد دليل قاطع يثبت العلاقة بين مشاهدة التلفاز و التعرض لمرض التوحد، ولكن بعض الدراسات تشير إلى إمكانية وجود ارتباط بين مشاهدة التلفاز في عمر 12 شهرًا وتزايد فرص تشخيص المرض عند بلوغ الطفل 3 سنوات،يستمر البحث في هذا المجال حيث يتطلب الأمر المزيد من الدراسات لتحديد العلاقة بدقة.

في الختام، تعتبر رعاية وتنشئة طفلكِ مسؤولية حساسة تتطلب اتخاذ قرارات واعية،من المهم التأكد من عدم تعريضهم لمحتوى التلفاز، خصوصًا بعد معرفة التأثيرات السلبية المترتبة على الأطفال الرضع كما تم ذكره في المقال،لذا، يجب أن تكوني واعية للتحديات التي قد تواجهينها واغتنام الفرص لتعزيز مهارات طفلكِ وتنمية عقله بطرق صحية ومفيدة.